JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أَيَاْمُ المُبَاْلَغَةِ انْتَهَتْ




بقلم الكاتبة أ. نغم الجوجو - صحيفة إنسان

 

وصلْنا إلى نتائجٍ تفرضُ علينا أنْ نكفَّ عنِ المبالغةِ في التماسِ الأعذارِ لِمَنْ حولنا و أنْ نرى الخطأ في حقِنا كما هو بدونِ أنْ نلقي عليهِ ستارةَ التجميلِ وإخفاءِ المقاصدِ الحقيقيةِ ، لنتعاملَ مع الأذى على أنَّهُ أذىً ونتوقفَ عن تلقي الصّفعاتِ بابتسامةٍ وتسامحٍ ، مَنْ قالَ أنَّ التّغاضيَ عنْ أخطاءِ الآخرينَ في حقِنا يعني الوصولَ إلى مرحلةِ الدّمارِ النّفسي مقابلَ عدمِ جرحِ مشاعرِهم ونكلِّفُ أنفسَنَا مالا نطيقُ مِنَ الكظمِ و كبتِ الكلامِ وتُضرَمُ في قلوبِنا النيرانُ وهم يرونَ دُخانَها ، فوللهِ لقد خُلِقنا مكرَّمينَ فَلِما نودي بأرواحِنا إلى التّهكلةِ و نكونَ عندَ أنفسِنا أهونَ النَّاسِ و أضعفَ مِنْ أنْ نردَّ ، لِمَا نُكرِّرُ رداتِ الفعلِ ذاتَها في المواقفِ الجارحةِ وننتظرُ نتائجَ مغايرةٍ(هذا جنونٌ) ، زمنُ المعاملةِ بالفضلِ والإحسانِ مع مَنْ يصرُّ على الأذى و الشرورِ قد ولَّى واندثرَ هذا زمنُ التّعاملِ بالعدلِ نعاملُ كلَّ شخصٍ مِثلَما يعاملُنا بلا إفراطٍ ولا تقتيرٍ فإنَّ مِنْ موجباتِ السَّعادةِ معرفةُ المرءِ قدرَ نفسهِ وكرامتِها ، مَنْ سعى جاهداً لإيذاءكَ فأكرمْ نفسكَ عنهُ واجعلْهُ يحاربُ نفسهُ ويعيشُ في جحيمِها ثم ضعْ لهُ حدَّاً لا يقوى على تجاوزهِ حتّى لو طافَ الأرضَ باحثاً عن طريقةٍ لازعاجكَ واجعلْ هذهِ الأبياتَ مبدأً في حياتِكَ للإمامِ الشّافعي :

زِنْ مَنْ وزنَكَ بِمَا وزنكَ

وما وزنكَ بهِ فزِنْهُ

مَنْ جا إليّكَ فَرُحْ إليهِ

ومَنْ جفاكَ فَصُدَ عنهُ

ومَنْ ظَنَّ أنَّكَ دونَهُ

فاتركْ هواهُ إذاً وهِنْهُ 

وارجعْ إلى ربِّ العِبادِ

فكلُّ ما يأتيكَ منهُ

الاسمبريد إلكترونيرسالة