JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

خذلان




بقلم الكاتبة أ. مايا الطاهر - صحيفة إنسان

 

دوى المكان باللونين الأزرق والأحمر متناوبين على الحراسة، ضوضاء تدعي المكافحة بحثًا عن المجرم، يسألني وصوت اليَأس يحبط أذنيَّ ويسدّها: صفي ملامحه، هيئته؟

كيف وقعتْ الحادثة؟

وماذا فُقِد؟

رفعتُ رأسي مُستسلِمة، نظرتُ حولي مُعلنة، فوجدتُهم متقمصي ملامحه، في كلّ جسد، منطلق كلّ صوت، أخبرتُه برجفة خوف تتملكني: لا أذكر.

لملموا شتات أمرهم وانقضوا تاركي بطاقتهم.

أخذتُ أمشي مجيئًا وذهابًا حتّى وجدتُ نفسًا طيبة،

عثراتها تكسو ناظريها تحول بينها وبين متّسع الحياة، شَعرُها يشردُ مهابة فكرها، شفتاها محمرّة لثقل حروفها، أناملها تصرخ دمًا لأكلها إيّاهم، وجناتها تسحب ثغرها إلى أنْ تتقمص السعادة، أخبرتها والدمع يسبق حروفي: إنّي المفقودة، سطا على نفسي، فسلب زهو ناظري، تراقص فؤادي، ومجمل قواي، سحبَ خيط الاتّزان فضَلَلتُ .

وقع هذا في إحدى ليالي يناير بعد أنْ عاركت سيارته طريقي فصدمت، قدم يد العون وأمسكت بها، وأخذَ يتهافت يقصدني إلى أنْ استحوذَ على حالي، حدّثتُها: إنّها مُحاوَلة، خطوتها بثبات فعاودت خالية الوصال، فانساب الصمت حتى تربع على عرشه، وأخذ اليأس مكانه، وقدمت البعثرة نفسها وتوجهت صوبَ الفكر تحادثه حتّى صاح الجسد فأطلق أمراضه، فأصبحت أخطو تناسبًا للهاث أنفاسي، أرقصُ مع دوران رأسي، أنشدُ ورجفة أحبالي، فيسقط الدمع تحيةً وإجلالًا لهذا العرض، عمَّ الهدوء فجأةً وسكتُّ،

وجلستُ متمعنة أنتظرُ إشارتها

 إلى أنْ وجدتني أجالسُ نفسي وجهًا لوجه…

الاسمبريد إلكترونيرسالة