JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

اليقين بالله يحقق المستحيل




بقلم الكاتبة الإماراتية أ. شيخة الخزيمي - صحيفة إنسان


 

حسن الظن بالله تعالى؛ هو قوة اليقين والايمان  بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته، ورجاء حصول ذلك.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي  رواه البخاري ومسلم .

ربما قد نملك هذا اليقين، لكنه تائه وسط الكثير من الأفكار والمشاعر، وأسيراً للخوف لا نعلم قوة هذا العملاق المحبوس على نفوسنا ، ويكون  اليقين الحقيقي بالله تعالى وبعظمته وقدرته.

تخيل لو أن معنا ريموت سحري نفتح به كل الأبواب المغلقة  ،  نفتح به أبواب الرزق الواسعة  ،  ونغلق به أبواب المرض  ،  ونفتح به كل أبواب أحلامنا في الحياة  .

لله المثل الأعلى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض  ،  فكل أحلامنا أمنياتنا  بيده سبحانه وتعالى  ”  له مقاليد السماوات والأرض  ”  أي عنده مفاتيح كل شيء ومفاتيح كل الأبواب المغلقة في حياتنا.

اليقين يصنع المعجزات والقصص من القرآن كثيرة ونركز فيها حسن الظن  بالله وقوة الدعاء ومنها على سبيل المثال قصة سيدنا موسى إنه لما علم أن فرعون يتبعهم وقالوا المؤمنون الذين معه إنا لمدركون لم يتردد موسى في النفي وبسرعة قال كلا.. قالها موسى يقلبه ويقينه ولسانه موسى لم يشك لحظة في نصر الله له .. وفي تأييد الله له..  هو لا يعلم بالضبط كيف ستكون صورة النجاة في هذا لموقف الذي انتهت فيه كل الأسباب؛ فالعقل يقول ما هي إلا لحظات بسيطة ويموتون جميعا فالعدو خلفهم والبحر أمامهم لكن يقين موسى في نصر الله يجعله يرى النصر ويتذكر أن النصر لن يكون إلا بسبب معية الله لا غير.. فيقول : كلا إن معي ربي سيهدين.. عندما ضرب العصا بالبحر بقوة يقينة بالله سبحانة وتعالى بأن الله سوف ينجية ويفرق الله عزوجل البحر بينة وبين قوم فرعون ويغرق الظالمون،  هذا هو اليقين بالله.

واليقين بالله حين أُلقي إبراهيم في النار، فقال بعزة الواثق بالله ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” فأتى الأمر الإلهي ” يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم “ الرضا بما كتبه الله والتأكد من أقدار الله كلها خير، فهى من صفات المؤمن الحق، لأن علاقة العبد بربه من أجمل وأهم الأمور في هذه الحياة، فالغاية من هذه الحياة هى عبادة الله سبحانه وتعالى بما يرضيه.

وقد تجسد اليقين في سيدنا نوح عليه السلام وهو يقوم بصنع السفينة فوق الرمال، حيث كلما مر عليه ملأٌ من قومه سخروا منه، ويتمثل اليقين أيضاً في نبينا عليه افضل الصلاة والسلام عندما كان مختبئاً  في الغار مع الصدّيق رضي الله عنه ،فلما مر عليهم المشركون قال  الصدّيق للٓنبي صلى الله عليه وسلم، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، وهنا يظهر يقين النبي صلى الله عليه وسلم  فيقول له، يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا.

 

ويقين سيدنا يعقوب عليه السلام،  بالرغم من الحزن والألم الذي كان يعتصر قلبه ، إلا أنه كان على يقين بأن الله سيرد له ابنيه يوسف وبنيامين ، لقوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾. سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- لم ييأس ولم يستسلم لخبر فقدان ابنه يوسف، بل علم يقيناً أنّه سوف يراه ويلتقيه مجدداً لذلك ظلّ يحثّ أبناءه على تحسّس خبر يوسف وأخيه بنيامين لإيمانه بوعد الله.

وفي اليقين بالله يتحقق المستحيل وتستجاب الدعوات وهذه القصة لِشيخ كبير في السن كان له بنات، ولم يستطع تٓركهم ويذهب لقضاء فريضة الحج، فقالت له ابنته الكبرى أن يحج و يوكل أمرهم إلى الله عز وجل ولن يُضيعهم ابدًا، فأخذ الأب بنصيحة ابنته وذهب لقضاء فريضة الحج.

ولما جن عليهم المساء امسى اخوتها يتضاغون من الجوع ، فسألت الفتاة الله عز وجل وتوسلت إليه ألا يفضحها، فإذا بملك يمر من أمام بيتها وقد بلغ من العطش مبلغه، فطلب الماء من الجنود، فٓجلبوا إليه الماء لكي يشرب، وبعد أن شرب نظر إلى بيتهم وعرف مابهم من حاجة وفقر، فأعطاهم سترة مليئة بالمال، فقالت الفتاة المؤمنة بالله حق اليقين هذا عبد نظر إلينا فاغتنينا.

أجمل ماقيل في اليقين ، فمن حقق اليقين وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره له، وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاء وخوفا، ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالأسباب المكروهة”ابن رجب”.

ومن أعظم ما يقوي اليقين ويثبت العبد عليه بعدقراءة و تدبر آيات القرآن  : النظر والتفكر في آيات الله الكونية ومخلوقاته العظيمة ، في السماوات والنجوم والكواكب ، والأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار وأشجار وحيوانات ونحو ذلك ، وتأمل تدبير الله لذلك كله ومعرفة عظمة الله تعالى وعظيم قدرته .

يامن تقرأ لي ولك : اصنع معجزاتك، فزمن المعجزات لا ينتهي، أيقن أن ما تسأل الله به بيقين يأتيك في الوقت المناسب لك.

الثقة بالله في تفريج الكربات تكون الثقة بالله من خلال اليقين التام  في تفريج المحن والكربات، فالحياة مليئة بالهموم والمشاكل التي لا يعلمها إلّا الله جل في علاه، فإن صفت الحياة يوماً كدرت أياماً وتنغصت، وإن أضحكتنا الحياة ساعة فإنها تبكينا أياماً، وهكذا فالحياة متقلبة، ولا تدوم على حال واحد، وكلنا يعلم أن هذه البلايا لا يزيلها إلّا الله، ولذلك فالمسلم على ثقة دائمة بربه أنه لا بد من أن يأتي يوم تنتهي فيه كل الكروب والمشاكل، وتفرج الهموم بعد الضيق والشدة ، ثق بالله دائما وأحسن الظن بعظمته وقدرته ، إنه العظيم القادر القدير المقتدر .

إن كانت لك حاجة معينة حققها باليقين بأن الله لا يعجزه شي أبداً (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وإن دخل الشك في قلبك ولو بمثقال ذرة انتفى اليقين وفسد.

 

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة