JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الأمومة بالاجبار



بقلم الكاتبة السعودية أ. منى أحمد - صحيفة إنسان

 

 

‎"بوركت ياحرم الأمومة والصبا

‎كم فيك تكتمل الحياة وتقدس"

‎-أبو القاسم الشابي.

 

‎لا شك أن الأمومة من أعظم النعم ومن أعمق العواطف وأجلّ التضحيات، وقد يكون هو الشعور والغاية التي تطمح له كل أنثى، أليس كذلك؟

‎حقيقة أختلف مع هذه الجملة كثيرًا ولو أنها قد تكون من مسلمات المجتمع!

 

‎وهنا لست أنكر دور الأمومة وعظيم فضلها وأهميتها، ولكن أختلف في فكرة أنها واجب حتميّ على كل امرأة ولا تكتمل هويتها إلا به!

 

‎فَـربما عادات وبرمجات المجتمعات القديمة التي ربطت قيمة وأهمية المرأة بقدرتها على الإنجاب، وعدد ماتطرحه من أطفال بدون النظر إلى مستقبل هؤلاء الأطفال ومعيشتهم وأساليب تربيتهم.

 

‎كما قرأت للأستاذة أسماء معيكل في مقالتها الأمومة إجبار أم اختيار في موقع مؤمنون بلا حدود أن "الوعي الخاطيء بمفهوم الأمومة التي كرّسته الثقافات السائدة، خلق شخصيات مأزومة من النساء اللواتي لم يتمكنّ من الإنجاب لخلل بيولوجي مثلاً أو حتى أنهن اخترن قرار تأخير أو عدم الإنجاب بكل بساطة!" وأتفق معها كثيرًا حيثُ إن النساء أصبحن يعشن في دوامة نفسية وعقلية، تحقيقًا لرغبات المجتمع و لدعم شعورهن بالتقبل والاندماج في محيطهن، بالرغم من أنهن غير مستعدات أو راغبات بهؤلاء الأطفال أو حتى بفكرة الأمومة ككل.

 

‎وإذا بحثنا عن النساء اللواتي أنجبن بدون خيار واختيار منهن  أو استعداد نفسي وجسدي وعقلي، فنجد أنهن أنجبن أطفالاً لإسكات أفواه المجتمع من حولهن، فيولد طفل ضائع في وسط هذه الرغبات الأنانية وينشأ في حرمان من الأمومة الحقيقية والرعاية الكاملة، وتحل الخادمة مكان الأم وتمارس دور الأمومة المزعومة، فيقتصر دور الوالدة على الإنجاب فقط لأنها مستسلمة ومجبرة بلا وعي منها!

 

‎فتفقد عندها الأمومة معناها وتنحرم الأم من عيش هذه اللحظات الجميلة وبناء العلاقة الوطيدة مع طفلها، حينما يصبح هدفها الأساسي إنجاب أطفال لإثبات فكرة عقيمة أساسها الضغوط الاجتماعية دون فهم دوافع الأم والأب ودورهم بتربية هؤلاء الأطفال ومناقشة رغبتهم الحقيقية، وبعد ذلك سعيهم لتوفير بيئة مستقرة لرعايتهم.

 

‎أخيرًا... الموضوع شائك ويطول شرحه، وله جوانب لا تسعفنا الكتابة عنها، ولكن عزاؤنا الوحيد هو تغيير الفكر السائد وزيادة الوعي بحجم هذه المشكلة في ظل وضع المرأة الحالي وتمكينها في المجتمع، لنرى نساء واعيات ومدركات لكل البرمجات المعيقة لأنوثتهن ودورهن الحقيقي في الحياة، و أن يدركن بأن الأمومة مسؤولية عظيمة ويجب أن تتوفر فيهن القدرة على تحمل مشاق هذه المسؤولية، و يؤمنّ بأن الأمومة اختيار، ومن حق المرأة أن تختارها أو ترفضها.

الاسمبريد إلكترونيرسالة