JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحب والحرب



بقلم الكاتبة السورية أ. نجمة الحسين - صحيفة إنسان


- لَوز : مَا بَالُكَ يَا سُكَّر مُنْذُ مُدَّةٍ وَأنتَ عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ


- سُكَّر : لَا عَلِيكَ يَا صَدِيقِي مُتعَبٌ قَلِيلاً

 

- لَوز : مُتعَبٌ ؟! 


- سُكَّر : نَعَم تَعِبتُ مِن كُلِّ شِيءٍ حَتَّى مِن نَفسِي ):


- لَوز : لماذَا كّلُّ هَذَا اليَأس قُلْ لِي ؟


-سُكَّر : حَقًا لَا شِيءَ يُذكَر إلَّا أنَّهُ شُعُورٌ يَنتَابُنِي بِينَ الحِينِ وَالآخَر، بِإمكَانِكَ القَولُ بِأنَّهُ مُسَيطِرٌ عَليَّ حَتَّى بِتُّ هَكَذَا .


- لَوز : لَن أزِيدَ عَلِيكَ كَثِيرًا لَكِن كُن بِخِيرٍ لِأجلِكَ وَ رُبَّمَا لِأجلِي أكثَر فَأنَا لا أقوَى عَلَى رُؤيَةِ الضَّعفِ في عِينَيك.


-سُكَّر : طَالَمَا أنِّي بِقُربِكَ فَأنَا بِخِيرٍ لَا تَقلَق هِيَ أوقَاتٌ شَدِيدَةٌ وَسَتَمُر.


- لَوز : أوَدُّ أن أسألَكَ يَا سُكَّر مَتَى سَتَنتَهِي هَذِهِ الحَرب ؟


- سُكَّر : لَا أعلَمُ يَا صَدِيقِي، حَقًا لا أعلَم عَنهَا سِوَى أنَّهَا آلَمَتنِي كَثِيرًا


لوز : هَل فَقدَّتَ عَزِيزًا بِهَا ؟ 


سُكَّر : كَانَ عَلَيكَ سُؤَالِي: هَل بَقِيَ لَدَيكَ عَزِيزٌ بِها، فَفِي بَلَدِي المَوتُ هُوَ المُتعَةُ الوَحِيدَةُ لِلطُغَاة،  بَاتُوا يَتَلَذَّذُونَ فِي قَتلِنَا فَلَا يَكَادُ يَخلُو بِيتٌ مِن بُيُوتِ الشَامِ إلا وَقَد فَقَدَ أحَد أحِبَّتِهِ أو رُبَّمَا جُلُّهُم!

 

لَوز: صِفْ لِي شُعُورَ الفَقدِ  


سُكَّر : هُوَ خُرُوجُ الرُوح مِن مَكَانِهَا 


لَوز : مَاذَا عَن أحلَامِكَ ؟ 


سُكَّر : الأحلَامُ فِي حَضرَةِ الحَربِ خَيَالٌ لَا أكثَر


لَوز:  تَقصِدُ أنَّكَ لَم تُحَقِق حُلمَكَ ؟ 


سُكَّر : لا لَم أُحَقِقهُ أو رُبَّمَا يُمكِنُكَ القَولُ بِأنَّنِي كُنتُ أضعَفُ مِن الظُرُوف ،  نَعَم مَرَرتُ بِظُرُوفٍ قَاتِلَة و كَانَ حُلمِي أحَدَ ضَحَايَاهَا  .


لَوز : مَاذَا عَن الغُربَة ؟ 


سُكَّر : مُرَّةٌ ، فَفِيهَا كُلُّ الأطَايِبِ عَلقَمٌ


لَوز : هَل تُحِبُّ الصَيف ؟ 


سُكَّر : نَعَم يَا عَزِيزِي جِدًا وَلَكِن ..


لَوز : لَكِن ماَذَا ؟ 


سُكَّر : أُحِبُّهُ جِدًا وَلَكِن بِاللَّهِ عَلِيكَ هَل يَدُومُ حُبُّ قَاتِلُك ؟ 


( لَوز : لِمَاذَا كُل هَذِهِ الأَسئِلَة مَا بِكَ ؟ )


سُكَر : كُنتُ أُحِبُّ الصَيفَ وَلَكِنَّ الآنَ لَا وَ بِشِدَّة، حَرُّ الصَيفِ قَاتِلٌ فَمَا بَالُكَ بِمنَ يَقطُنُ خَيمَةً بَالِيَةً  كَيفَ يَكُونُ حَالُهُ الآن، خَيمَةٌ شَدِيدَةُ الحَرِّ أليسَت حَيَاةً مَعدُومَةَ الحَيَاة.


لَوز : كَانَ اللَّهُ فِي عَونِكَ يَا عَزِيزِي 


سُكَّر : بَل كَانَ اللَّهُ فِي عَونِ الآفِ العَائِلَاتِ فِي هَذِهِ اللَّحَظَةِ تَتَجَرَّعُ ألمَ الحَرَارَةِ فِي مِثلِ هَذِهِ الخِيَامُ التِي مَزقَتهَا رِيَاحُ الشِتَاء 


لَوز : مَا هُو أحَبُّ الأصوَاتِ إلى قَلبِكَ ؟ 


سُكَّر : صُوتُ دَوِي الطَائِرَات 


لَوز : حَقًا ، ألَا تَخَافُه ؟ 


سُكَّر : لَا أُخفِيكَ كُنتُ إذا سَمِعتُ صَوتَ دَوِيهَا أرتَعِشُ خُوفًا وأبدَأُ بِالصُرَاخ ، أُعَلِّلُ نَفسِي بِالصُرَاخ ظَانًا أنَّ صُرَاخِي سَيُخِيفُهَا هه ..


لَوز: إذًا كَيفَ بَاتَ مُحبَّبًا إلَيك؟


١/٢


سُكَّر : اِعتَدتُّ سَمَاعَه ، أنَامُ وَاستَيقِظُ عَلِيهِ..

حَتَّى بِتنَا نَستَغرِبُ إنَّ مرَّ يُومٌ دُونَ أنْ تَمُرَّ طَائِرَةٌ لِلطُغَاةِ فُوقَ رُوؤسِنَا .


لَوز : هَل تُحِبُّ اللَّونَ الأحمَر ..


سُكَّر : الأحمَر !


لَوز : لِمَ كُلُّ هَذَا الإِستِغرَاب! نَعَم اللَّونُ الأحمَر 


سُكَّر : أَمقُتُهُ أو رُبَّمَا أخَافُهُ ، بَاتَ الأحمَرُ مُؤشِرٌ لِلفَقدِ بِالنِسبَةِ لِي 


لَوز : الفَقد ؟ 


سُكَّر : نَعَم فِي مُوطِنِي لا نَرَى الأحمَر إلا عَلَى هِيئَةِ دِمَاء ، وَاليَومَ رَأيتُهُ كَثِيرًا فَفِي هَذَا الصَبَاح نَعتِ الشَّامُ عَائِلَةً كَامِلَة، مَع كَثِيرٍ مِن الشُّهَدَاء صِغَارًا مِنهُم وَكِبَارًا، وَلكِن هَذِهِ العَائِلَة أثَّرت بِيَ كَثِيرًا لا أعلَمُ لمَاذَا وَلكِن شَعَرتُ بِرَهبَةٍ بَعدَ طُولِ اِعتِيَادٍ عَلَى هَذِهِ الأجوَاءِ غَيرِ الآمِنَة .. صَدِيقِي حقًا بَاتَت الحَيَاةُ هُنا شَدِيدَةٌ لا تَرحَم.


لَوز : هَنِيئًا لهُم نَالُوا الشَهَادَةَ عَلى أرضِ الشَامِ المُبَارَكَة 


لَوز : أتَى العِيد ..


سُكَّر : عَن أيِّ عِيدٍ تَتَحَدَّث ؟ 


لَوز : عِيدُ الأضحَى 


سُكَّر : آهٍ نَسِيتُ ، بَل تَعمَّدتُ قُولَ أيَّ عِيد، حَاشَى لِلَّهِ لستُ جَازِعًا وَلكِن حَقًا أعيَادُنَا لَم تَعُد كأعيَادِ تِلكَ الأيَّامِ الخَالِيَة ، مُنذُ أنْ هُجِّرنَا من دِيَارِنَا بَل مُنذُ أنْ قِيلَ عَنَّا لاجِئُونَ بِلَا وَطَنٍ

  

لَوز : حَقًا ! أتَعلَمُ يَا سُكَّر ..؟ 


سُكَّر : مَاذَا ؟ 


لَوز : كُلُّ بِيتٍ مِن بُيُوتِ الشَامِ قَد فَقَدَ عَزِيزًا أتُرَاهُ كِيفَ يَمُرُّ عَلِيهمُ العِيد ! 


سُكَّر : عِيدُهُم فِي الجَنَةِ أجمَل ..


لَوز : هَل سَنَنسَ يُومًا ألمَ هَذِهِ الحَرب، هَل سَتُنسَ هَذِهِ الجِرَاحُ ؟


سُكَّر : نَنسَ ! 


رُبَّمَا نَنسَ ألمَ الجُرُوحِ الدَامِيَةِ وَلكِن أيُعقَلُ أنْ نَنسَ وَجَعُ الأسرَى وَالأسِيرَاتِ فِي سُجُونِ السَفَّاح ؟


 ألمُ أمَّهَاتِ الشُهَداءِ ، وَمَا كَابَدنَاهُ مِن قَسوَةِ العَيشِ فِي الخِيَامُ؟  لا يَا صَدِيقِي النِسيَانُ مُحَالٌ أن يَحدُث ،  فَهَذِهِ الحِرُبُ اللَّعِينَةُ فَعَلَت بِنَا الكَثِيرُ ولازَالَت ..


سَلَبَت أحلَامَنَا ، خَطَفَت مِنَّا أروَاحًا لا تُعوَّضُ أبدًا ، يَتَّمَت أطفَالَنَا ، قَتَلَت شَغَفَنَا ، أنهَكَت أروَاحَنَا ، جَعلَتنَا نَشِيبُ قَبلَ المَشِيبُ ، أصبَحنَا طَرِيحِي الشُّوق ، شُوقًا لِلَحظَةٍ آمِنَة ، لِلأهلِ وَالخِلَّانِ و الرِفَاقِ ..


لَوز : مَا أقسَاكِ أيَّتُهَا الحَرب

 هَل لكِ بِحذفِ الرَاءِ وَإمدَادَنَا بِقَلِيلٍ مِن الحُب ..؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة