JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

كسيرة روحي



بقلم الكاتبة اليمنية أ. إنعام سالم - صحيفة إنسان


مرحبًا يا عزيزة…أظنك ستستغربين قليلاً كوني أسميك دوماً عزيزتي، صديقتي ومن هذا القُبيل، لكن الأمر الآن أختلف كثيرًا،لقد جرَّدتكِ من ياء الإضافة، ياء المودة، هذه الياء التي تحمل نوعًا من الحميمية، وتوحي بأنكِ الأقربُ لروحي، طالما كنتُ استلهمُ منكِ قوة عزمي، وبسمة خدي، وكينونة فؤادي، نعم "كنتُ" ، تمعنيها جيدًا أنها ماضيًا، ولقد أصبحتِ كذلك تمامًا. كَمثلِ اللحظات الجميلة التي نستسيغ حلاوتها في وقتها المُحدد وتزول، ورُبما كَـقِطعة حَلوى قَضمتها ولم يتبقَ مِنها إلا الفُتات، هَذا الفُتات هو ما تبقى مِن الحُب تجاهك.


منذُ الوهلةُ الأولى حِينما أتخذتُكِ رَفيقًا لِدربي،جعلتُ منكِ أجنحة لـِرُوحي لنحلق عاليًا معًا،في سماوات الفَرح،نطير في زقاق الحُب،متخذين لنا مكانًا هُناك لنلجأ إليه ساعةِ الخُذلان،وها قد خدشتِ إحدى أجنحتي المُحلَّقة،وبقي جناحاً فقط،ذلك الذي جَعلتَهُ لكِ،وجرت العادة ألا يكونُ الطيران إلا بِـكِلاهما،فأصابَهما الوهن،وتلاشت أجنحة رُوحي وبقيتْ كَسيرة وحيدة.


كنتُ واثقةً بكِ أتعلمين لمَ؟

لأنك الأكثر بقاءً معي،فصحبتك هي الأكثر سنينًا أيضًا،كنتُ لا أكترثُ لأهلِ الحِكم حينما قالوا:الصداقة لاتُقاس بالسنين إنما بالمواقف' يا لغبائي كالمغفلة كنتُ أظن أن الرفيقِ هو الذي يعيش معي أطولِ سَنين،إلى أن مررتُ وجربتُ بنفسي وعرفتُ حِينها أن لا عَلاقة البتة تُربط الصديق بالسنين،فالصديقِ يتوارى أصلَه،ومعدنه بالمواقِف حقًا.

لقد بَقيتْ شوائب متناثرة عالقة مليـئة بالودِ ليست تجاهِك،إنما قُبالة وقوفك المُتكرر المُفعمِ بالمكرِ والخُداع معي،أظنني وفـيَّة أكثرُ من اللازم معكِ.

الاسمبريد إلكترونيرسالة