JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

اليوم أجمل من غدٍ لم يأتي!




بقلم الكاتبة السعودية أ. وفاء آل منصور - صحيفة إنسان

 

لماذا يظن البعض أن الغد سيكون أجمل وأفضل من اليوم الذي نحن فيه ؟ هل مفاتيح الفرج ومصباح علاء الدين يكمن في الغد المجهول والقادم المأمول؟ لما كل هذه الزوبعة التفاؤلية بخصوص المستقبل الذي لم يأتي بعد ، أنا لست ضد التفاؤل الذي يسكنني دائماً، أنا ضد نكران جميل" اليوم" الذي نعيش بين أحضانه ونكران كل لحظة جمال فيه من صحة وأحوال ميسورة وضحكات مغمورة قد كانت من أمنيات القادم الجميل ليصبح اليوم القادم الذي تمنينا قدومه ، فنحكم عليه بالرحيل وهو في مقتبل العمر..    

لو كنا نقوم بتبهير أيامنا بتوابل التفاؤل وعناقيد الأمل لما كتبنا على حيطان هواتفنا   "القادم أجمل بإذن الله "وتفوهنا بكل عبراتٍ مكلومة ، فاليوم والأمس والمستقبل كلها جميلة بمجرد تناولنا لعقار الأمل والثقة بالله لولادة غدٍ مشرق، فباستطاعتنا أن نعمم هذه النظرة المشرقة على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا كي لانكون على مشارف الضياع الروحي متجرعين ملاعق الانتظار المرة ..

فد لانعيش للغد المنتظر وقد لا نلامس نعيمه الذي نطنه، فنكون قد شوهنا معالم اليوم الذي نحن فيه فنعيش على ضفاف الأيام مهزومين متحسرين ، فقد شطبنا يوماً غازلنا بوميضه من سجلات العمر، وقمنا بؤده قبل أن يستنشق عبير الحياة..

يقول الإمام علي كرم الله وجهه " لاتحمل هم الغد ، فقد لايأتي الغد ،فتكون قد ضيعت سرور اليوم"

أفراح اليوم وأتراحه كثيرة وبإمكاننا أن نحيك من ساعاته الطويلة فرحاً لايغادر وعمراً لاينجلي وعشقاً لاينتهي، فقط أحسنوا استثمار يومكم  واتركوا الغد محلقاً بعيداً بين أسراب الطيور المهاجرة لأنه عائد لامحاله فصقيع التاريخ سيعيد ترتيبه بين صفحات التقويم ودفاتر الذاكرة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة