JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ما يجول في خاطري



بقلم الكاتبة الفلسطينية أ. خولة الرغمات -  صحيفة إنسان

 

عِندما تُثْقِل الأحزان قَلبُكَ، وَتشعُرُ بالحرقةِ تُقطعُ أوصالكَ، ضَعْ كَفْكَ اليمنى على قلبك، وقل له اهدأ يا قلب فالله يختبر صبرنا، وعطّر فاهك بالاستغفار؛ ليفوح بالقلب مستبشراً،

 اعلمْ بِأَنَ الحُزن هَرّمَ قلبكَ، وأذبل جفن عينكَ، وحطّم عزائمك، اعلمْ بأن الشيطان ناداك في يأسكَ، يا هذا لما تدعو، توقّف عن السخافة، فلقد جَفّتْ الصُّحفْ، ولن يتغيرَ قَدَرُك.

جميعُنا أوصلنا الشيطان لحافة القنوط، واستسلمنا، وربما راودتنا فكرة الانتحار، ولكن ينقذنا الله في كلّ مرة، يوقظكَ من سباتكَ ليلاً على صوت الآذان؛ ليسمِعَك الله أكبر، فتنصت بشغفٍ، وكأنكَ أوّل مرة تَسمعَ ذاكَ.

  ليجعلك تسأل نفسك، أليست هذه نعمةٌ بأنْ جعلني مسلماً، وأتلذذ بصوت التكبيرات؟

 أليس الله من اختار لي قَدري؟

فلما أقلق من كلِّ ذاك، لِمَ اليأس والقنوط؟

 ولِمَ فِكرةَ الانتحار كانت تجول في ذاكرتي كثيراً، وتصل بفكري عند الصلاةُ خيرٌ من النوم، الصلاةُ خيرٌ من النوم، يا لسخافتي! لقد أيقنت أنّها كُلّ الخير والخير، فَتنهضُ من سريركَ متشجعاً، تسابق دقات قلبِكَ خَطواتِ قَدميك، فَتهرولْ المياهَ سريعاً، وكأنّها فرحةً باستيقاظكَ فجراً، فتشعرُ أنّها هي من تُغسّلكَ، وليسَ أنتَ من تَغتسِلَ بها، وكأنّها تقولُ لكَ خُذْ مني المزيد، أريدُ أن أُطهِركَ؛ فَتتلهفْ أكثر لسجادةِ الصلاة، تتلهف للسجود لله، فتقفُ، وقلبكَ ينشدُ فرحاً، لقد نجونا لقد نجّانا الله، ها أنا أقفُ في دُجى الليل بين يدي الرحمن، أن أنا الله الغفور الرّحيم، سمِّ بي، وابدأ صلاتك هاتَ ما لديكَ منّْ همومٍ وأحزان، وَخُذْ ما لديَّ من راحةٍ وأمان، كن كذلك على الدوام، وسَتسْعدُ في الدّارين يا إنسان.

فَتختُم صَلاتَكَ بالحمدِ والتسبيحِ وتُسلمْ يمناك، ثُمَّ ترمي بنفسكَ ارتياحاً على سريركَ، متنفساً الصُعداء، مكلماً قلبكَ يا قلباه، لقد نجانا الله، فيأتيك النعاسَ، فتغمضُ عينيك، ولا تعلم أيّ الدارين تبصر عيناك.

الاسمبريد إلكترونيرسالة