JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فكرة التخلف الاجتماعي في الشعوب




بقلم الكاتبة العراقية أ. فاطمة حسين – صحيفة إنسان

 

 حيث أن الشعوب المتخلفة تمر بمراحل القهر الإنساني والرضوخ والاستكانة التي تمثل مرحلة طويلة نسبياً في التاريخ المظلم للمجتمع اي الانحطاط وتكون قوى التسلط الداخلية والخارجية على هذا المجتمع في أوج سطوتها  وحالة الرضوخ في أشد أنواعها وعملية انهيار قيمة الأنسان المقهور وطغيان المتسلط  أكثر وضوحاً وصراحة تليها مرحلة القصور الجماهيري التي تؤهلها للمقاومة والرد  لتمجيد السيد المتسلط حتى تقبل المهانة من قِبل السيد ويعتبر هذا المجتمع أن قهرهُ ورضوخهُ هو طبيعة أزلية لايمكن مجابهتها لأن  السيد المتسلط هو من غرس  في نفسية هذا المجتمع باستحالة التخلص من هذا النظام.

لكن، بعد هذا ستفور انتفاضات وحملات تمرد وثورات  داخل أحشاء المجتمع المتخلف الذي رضى بالرضوخ  وتخرج بمسيرات وانتفاضات وأول ماستصدم السياسات المتسلطة التي حكمتها مُنذ سنوات مسببتاً صدمات خارجية وداخلية تتجاوز  تصورات الملاحظين تفاؤلاً بل وحتى بين الشعب نفسه حتى يلتجأ الأسياد إلى دينامية الاعتباط أي تقوم بقمع وقتل وتشويهِ هذهِ الانتفاضات وبعد فشلها بتفكيك هذهِ الطاقات التغيرية الكامنة التي  لم  ترّ سوى  الجهل والكسل والمرض والرضوخ  بمعيشتها بسبب برودها الإنساني وتعاطفها  لسنوات مع هذا النظام  تقوم  سياسات الأسياد بتسلط رضوخ قهري للإنسان تجعل هذهِ الانتفاضات تعود لقهرها الإنساني حيث تفقد  إنسانية وكرامة الأنسان من خلال عمليات القتل والقمع والتشويه والاضطهاد  والتبخيس  لدمهم  من قبل السياسات اللاديمقراطية  مخلفة وراءَها قناعة تيئيسية تقطع السبُل أمام أي أمل بالانتفاضة  لأن الموت سيكون هو المُخيم تقطعه فقاعات تمرد  باستحالة  الخلاص من خلال المجابهة نظراً لما تُقابل من عمليات قتل تأخذ شكل البطش  للفئة المتسلطة حتى يقوم المجتمع  بذم  نفسه وذم الأخرين معتبراً أن الظُلم والقهر الإنساني عقاباً  مُستحقاً على تخاذلهُ واستكانتهُ  ليصبح حليف المتسلط الأول في حربهِ ضد وجودهِ ووجود الأخرين أمثاله، بعدها يعود السيد لطبيعتهِ النرجسية التي يستمدها من خلال عمليات القمع واستمرار العنف والتعسف والتبخيس الذي  يصيب إنسانية الأنسان المقهور، ويتصور بأنهُ أعاد لهذهِ الشعوب قهرها الإنساني المتسلط عليها من الاضطهاد.

لكن للأسف هو في أشد أنواع الخطأ لأن هذهِ الشعوب لأيُمكن أن تصمت طويلاً وستقوم بانتفاضات أكبر ستغير هذا النمط الدينامي الذي فُرض عليها وأول من سيسند هذهِ الثورات هم الفئات السكانية الأكثر غبناً وخضوعاً، سيُصدم الجميع عندما يقوم هذا المجتمع المتخلف بتسليط اضطهادٍ أكبر على سياسات الأسياد  للعيش بحُرية وديمقراطية تشمل  المساواة والتكافؤ بين أفراد الشعب نفسه حتى وأن طالت مدة على ضهور  هذهِ الانتفاضات لأن الانتفاضات التي فشلت بالقمع والتبخيس لدم الشهداء ستبقى نارٍ تغلي ببطء في حياة الشعب المقهور بل أنها كانت مرحلة لصبغ خصائصهُ  بالأفكار التي تنمي الأمل في التخلص من هذا النظام المضطهد.

الاسمبريد إلكترونيرسالة