JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

في غفلةٍ ..



بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان

 

 

رحل في غفلةٍ مِنا حتّى أنّه لم يقل لنا وداعاً ، لم تسنح لنا الفرصة أن نسمع منه آخر كلماته ، صعوبة الموقف تكمن في الحدث المفاجئ لم يكُن متوقع.

( الساعة الثانية صباحاً )

أيقظني لِأُعد له مشروباً ساخناً بسبب وجعٍ في معدته ، لم تكن لحظاتُ عمره الأخيرة كافيةً لذلك ، لم يشربه ... لم يكن رزقه الأخير

كانت شهقة الموت آخر ما سمعته منه وسكت إلى يومٍ يُسأل فيه من قِبَلِ ربه ، صدمةٌ ضربت كلّ حواسي ... كذّبتُ نفسي وانتظرت أيّ إشارةٍ منه تدلّ على أنّه مازال على قيد هذه الحياة, كنت انظر له وهو ممددٌ أمامي بلا حولٍ ولا قوةٍ واكتم بكائي لكي لا ازعج روحه, ويدور في عقلي الكلام الذي كنتُ أريد أن أقوله له والأفعال التي أُخزنها إلى المستقبل ولكن الآن لم يعد هناك قيمة لكل الكلمات والأفعال.

طاف في ذاكرتي موقف أبو بكرٍ رضى الله عنه عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم والجملة التي كانت وما زالت ذات تأثيرٍ في قلبي

( من كان يعبدُ محمداً فإنّ محمداً قد مات ومن كان يعبدُ الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت)

توفي النبي وسارت أمّةٌ من بعده .. نعم مات أبي ... وإنّما الصّبر عند الصّدمة الأولى .. قلت لنفسي اصبري ودعي إيمان قلبكِ يقوي عقلكِ ومن حولكِ, اعملي لبرّهِ ولا تكوني عاقةً له بعد موته, اجعلي كلّ من يراكِ يدعو لمن رباكِ, كوني أكثر فخراً له بعد موته كما كنتِ فخراً له في حياته

كوني بنتاً صالحةً تدعو له, كوني ابنته حافظة القرآن التي ستُلبسه تاجاً من نور, أجل مات لكنّه ما زال حياً في قلبيما زال ذكره في صلاتي مستمراً, ما زالت بذرته الطيبة التي زرعها داخلي تنمو, ما زالت نصائحه توجهني للاختيار الصحيح, ولكن الجديد أني أصبحت أدعو له بصيغة أخرى .. اللهم ارحمه كما رحمني في ضعفي, اللهم اغفر له كما غفر لي أخطائي, اللهم آنس وحدته كما آنس حياتي, اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله كما كان خير أهلٍ لي .

الاسمبريد إلكترونيرسالة