بقلم أ. هيفاء محمد اللهيب - صحيفة إنسان
أتخذت
مقعدي بجانب النافذه لكي أرى ماخلفها .
لعله
يطوي عني بعد المسافه ، أنتظر ذلك الصوت الذي يشعرنا ببدء الرحله.
وبعد
لحظات جلست بجانبي سيده أنيقه يبدو عليها التعب والأرهاق .
لا
أعتقد أنها تعاني بأقل ماأعاني ..
بدأت
الرحله وسار بنا القطار وبدأ ذلك الصوت المحبب بالأرتفاع .
هممت
بقراءه صفحات من كتاب . كنت أحمله لكي أتخطى مرور الوقت ...
شاركتني
النظر من خلال النافذه . وبدأ أول الحديث
بيننا
.
في
البدايه كان الحديث بصوت خافت هاديء.
كانت الرحله تستغرق ساعات . فكيف سيمر
الوقت ؟!
نظرت
إليها فإذا هي تطلق زفرات بهدوء.
شعرت
بأنها مزحومة بالتفكير ولاتقل عني بسيطرة الحياة .
أحسست
بإرتياح معها ومن هنا أطلقت سراح الحديث بكل ماتحمله الحقيقه .
بدأت
في إزالة مايجعل مابيني وبين مايؤلمني
حاجزاً
رفعت
من بساطه الحوار . وبدأ الحديث معها تكلمت
وبحت بكل مافي صدري .
لحظات
نضحك ولحظات تمتزج الضحكات مع البكاء .
كانت
كلماتي دون رقابه دون تلميع ..دون حذر
لاتعرفني
سوى أني رفيقة رحله فقط .
كنت
صريحه جداً.. حدثتها بما لا يعقل وبما لايصدق
كانت
تسمعني بأنتباه .
حكيت
لها وبكت معي .
كانت
لاتقل عني بشيء تحمل أوجاع ربما أقل ربما أكثر من أوجاعي .
حدثتني
بما ضاق الصدر به . وأعلنت الأنهزاميه لحظات .
بحت لها
بما لايعرفه الأخرون .
هي
كذلك حدثتني وأطلقت زفرات من سر حياتها .
نصمت
قليلاً حتى نلملم مابقي من حديث .
لم
نشعر بالوقت لقد مضى .
كان
صوت القطار يزيد من تفاعلنا . لم يكن مزعجاً
شعرت
براحه قويه
أحسست
بأن ذلك الكم من الضغوطات تسربت وبدأت تذبل .
كان
فقط من حديثي مع سيده لم أعرفها ولا أريد أن أعرفها .
كان
حديثنا شيق ومليء بالوضوح.
أقتربنا
لمحطة الوصول ..
نظرت
إلي بوجه باسم وكأنها تلقي علي تسابيح الشكر .
بلمسة حانيه على يدها وقلت . أحببت تلك الساعات
لأنكِ سمحتي لي أن أتخطى بعض من الألم
سكتنا
قليلاً وقالت !! رقم هاتفك..! لكي نتواصل
فيما بعد ..
مسكت
يدها برفق وأبتسمت وقلت لها في تأسف وحب .
عذراً
سيدتي .
أخبرتها
بأن لقاءنا هذا كان من أجمل اللقاءات
التي
حصلت عليها.
سأعود
وأنا مترفه المشاعر ..
خفيفه
لاأحمل ماكنت أحمله قبل الرحله..
عرفت
لحظتها بأن البوح لأنسان لاتربطنا به علاقه
أجمل
وأصدق وأكثر وضوح من الذين يعيشىون بيننا
أخبرتها
بأننا سنفترق وسننسى هذا اللقاء ولكنه سيظل ذكراه كلما ركبنا القطار وجلسنا قرب
النافذه ...