بقلم رئيس التحرير أ. مصطفى طه باشا
البشر
يُخطئون والخطأ من فطرتهم, ولكن بعض الأخطاء لا تُغتفر, وتُعتبر من الكبائر التي تهدم
العلاقات الإنسانيّة, وأهم هذه الأخطاء هي الخيانة؛ فمهما كانت العلاقة متينة
وقوية بمجرد الخيانة تختفي العلاقة وتُمحى وتُصبح كالرماد, فالخيانة لا تهدم
العلاقة فقط, بل تقتل الروح والمشاعر, وتهدم جسور المحبة ولو كانت بين الأخوة,
لذلك تُصنف الخيانة من أعظم الأخطاء في حياة البشر, والتي لا يمكنهم المسامحة
عليها مهما كان الشخص قيّم وغالي عليهم, فهي من الخطوط الحمراء التي في حال
تجاوزها لا رجعة فيها, ولو عادوا فلن تكون مثل السابق, لأن الخيانة مستحيلة النسيان, ومهما تم ترميم الروح بعدها سوف تبقى
مكسورة.
ولو
اتّجهنا للدين الإسلامي والذي يُعتبر منظومة حياتية مُتكاملة لوجدنا بأن الخيانة
من الكبائر والمحرمات فقد قال النبي محمد ﷺ: ((أربع من كنَّ فيه كان منافقًا
خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن
خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) فالدين نهى وحرم الخيانة
والغدر؛ لما فيها من أضرار نفسية وروحية, وقد تتطور لأضرار جسدية على الإنسان.
الفطرة البشرية التي جُبل عليها الإنسان؛ يستحيل
أن يَغفر أو يَنسى الخيانة, فهل أنت تستطيع المسامحة على الخيانة في حال تعرضت لها,
أو استطعت المسامحة, أم لا تستطيع بحسب فطرتك البشرية التي جُبلت عليها؟