JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

نُمو المشاعر طريق للسّعادة



بقلم رئيس التحرير أ. مصطفى طه باشا – صحيفة إنسان

 

لم نتخيّل في يوم من الأيام, أن نُفاضل على حِساب سَلامنا الداخلي واستقرارنا النفسي, بالالتفات والاهتمام بسفاسف الأمور الظاهرية, فالأصل اللبّ بكل ما يحوي من أساسيات لا يمكن الاستغناء عنه, ويأتي الهيكل أو الغِطاء درع حماية للأصل, ورغم كل الصِدامات والتعقيدات, يبقى المُحافظة على استقرار عالمنا الداخلي المليء بالمشاعر والاحاسيس, أهم غاية للإنسان كي يستمر بالحياة.

لم يعد الاستقرار الداخلي هَمّ الإنسان وغايته, أصبح آخر اهتماماته وصَبّ جُلّ تركيزه على الماديات, فتدهورت صحة الإنسان من الداخل, وبات أغلب البشر مرضى وأصابهم السقم رغم صحتهم الجسدية, وبالحديث عن الاستقرار الداخلي والنفسي, فالمشاعر لها حصّة الأسد, فهي تأتي وتذهب وتنمو وتندثر مثلها مثل باقي الأشياء, فهي شيء يمكن أن يتجدد ويمكن أن يموت بحسب المواقف وحسب الأشخاص الذين نتعامل معهم, إما أن تكبر وتنمو مشاعرنا أو تتبدد رويدًا رويدًا, ونصبح مجرد أشباح بلا أرواح أو حياة.

 الاهتمام بالمشاعر طريق للسعادة والطمأنينة, فمن يبحث عن الراحة النفسية, يجب أن يهتم بمشاعره ويحاول المحافظة على هدوئه النفسي, ويبتعد عن الانفعال كي لا يشعر بمشاعر سلبية تعكر صفو سعادته وراحته, لذلك يجب على الإنسان أن ينتقي أقرانه وعلاقاته بعناية, كي يحافظ على استقرار مشاعره وحياته, فالمحافظة على المشاعر أمر مهم جدًا لراحة النفس والجسد, فاستقرار المشاعر عامل أساسي في تجديد الطاقة, ومحاربة السقم والملل, ومن الضروري عدم مقارنة النفس بالآخرين, فالمقارنة تدفع الفرد إلى التقليل من قدراته وإنجازاته الذاتية التي يمتلكها, مما قد يقوده إلى الشعور بالإحباط والفشل, ولا ننسَ الضغوط التي تقع على عاتقنا بالإضافة لسيطرت وسائل التواصل الاجتماعي, وانعدام الخصوصية, جعلتنا أكثر قلقًا على حياتنا وعلى مكانتنا في المجتمع هذه الأيام, وهذا أدى لانخفاض الاستقرار العاطفي والنفسي بشكل كبير, لذا يجب التذكير بأهمية الحفاظ على السلامة النفسية والمشاعر, فهي جزء مهم من الإنسان, مثلها مثل الجسد, بحاجة لعناية واهتمام, فهل أنت ممن يهتم بمشاعره أو ممن يعيش الحياة لمُجرد العيش, بدون تأثر أو مبالاة بالمشاعر الداخلية؟


الاسمبريد إلكترونيرسالة