JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أأنت من المُتَّعِظين؟




بقلم أ. مزنة باكيرو - صحيفة إنسان

 

تتهاطل على مسامعنا من أربابنا الحكم والوصايا، درر تقطر من أفواههم. بِضع كلمات تختصر ماضيًا عاشوه بتفاصيل نسمع عنها اليوم ولا نعيها. لخّصت قصصهم ومآسيهم ومراسيهم. فكانت لنا نبراسًا.

 

كما الماس، كلما تَعَتَّق بهُظ، وزاد شأنًا وعلا رِفعة. هم آباؤنا والأولون، الذين كابدوا في إعمار المعمورة وناصَحوا وتناصحوا. مشوا في كل درب شائك، وعاشروا كل صنف، واختلطوا بكل عِرق. حتى باتوا علماء في شؤون دنياهم، جهابذة غربلوا لنا صفاء ما خَلَصوا إليه؛ لنمشي على بسيطة ممهدة تكاد تخلو من الشوائب إن التزمنا بوصاياهم بعدما تعثروا ليحصدوها.

 

كلي إيمان وتسليم أن والداك -حفظهما الله لك أحياءً، ورحمهما في جواره- عزيزي، نزلا عليك بوابل من الوعظ ما يغنيك عن تحديث نفسك بأمر تجهله، يبتغيان في ذلك صلاحك وتقويمك وإن لم يلحظا فيك عِوَجًا. فهذا من باب الحيطة والأخذ بالحسبان.

فالآباء والمربون الحذقون يعلمون أن النصح يقدم في كل حين، ولا يقتصر على وقوع الزلل. بل على العكس من ذلك، فإن انتظروا وقوعه، فهم الضالون.

بلى ضالون، ولست أبالغ. إذ ليس على كل منا أن يتعلم كل حَدَث من جعبته، فيهوي بكل واد، ويُمردَغ في كل حَمْأَة.

فإن تركوه لذلك، بخسوه حقه في التربية، وبتروه العلم والمعرفة.

لكن إن اجتهدوا معه فقد وَفَوْه.

 

أما السؤال الذي يحضرني الآن: أتلقي بالًا لما يقال لك أم أن بالك صَلْدٌ تتعثر به النوق لا يخرقه طرق المقال، وبذرة التحدي نمت فيك وآثرت الصمم على الإصغاء؟

فتقول: تغيرت الدنيا وتطورت، وقوانينهم التَهَمَها العَثُّ ونسجت عليها العناكب. وهم لا يعلمون مقتضيات الحال في زمان لا يشبه زمانهم ولا يرنو إليه سبيلًا.

 

حسنًا، هذا ليس قول عاقل. ولو كان لما قص علينا ربنا في كتابنا المقدس قَصَص الغابرين، لنكون من المعتبرين:

"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"    يوسف 111

وهو ربنا أرحم الراحمين بنا، ومُربونا كذلك راحمون، فوجب علينا أخذ العبرة والتشبث بها بقبضة من حديد.

 

 

وهذا دَلوي بين يديك، إن تجرعته غنِمت، وإن أرَقْتَه ألِمت. خذ العُرف من العارفين، والنصح من الناصحين، ولا تلقي بنفسك في تهلكة التغطرس ومجابهة العقل والدين.

الاسمبريد إلكترونيرسالة