JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

من المسؤول ؟




بقلم د. بدرية الظنحاني - صحيفة إنسان

 

 

تعد تربية الأبناء من أصعب الأمور التي يواجهها الوالدان وخاصةً في هذا الوقت الحالي الذي تمر به المجتمعات المحيطة بمراحل انتقالية وانفتاح لامحدود على كافة شرائح الأفراد، حيث أدى هذا الانفتاح إلى جانب التطور السريع والمستدام إلى حدوث تأثيرات سلبية على أخلاق الأطفال، لذلك من الضروري مساعدة الطفل في بناء شخصية مستقلة ذات قيم ومبادئ سوية وبمجرد تأسيس شخصية الطفل على قواعد ومعتقدات وقيم صالحة؛ سيكون فردًا فعالًا في مجتمعه وقادرًا على تحمل المسؤولية، وإذا لم تؤسس شخصيته منذ الطفولة فسيكون عالةً على مجتمعه وأسرته، وفي هذا المقال سنتناول من هو المسؤول عن غياب دور الأب في تربية الأبناء؟!وماهي الآثار المترتبة على ذلك ؟

أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وأما تربية الأب فهذا أمر غير متعارف عليه.

وهذه تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة، حيث إن التربية لا بد أن تكون بمشاركة الوالدين معا، بحسب الأمهات وعلم النفس أيضا.

فمن المسؤول عن تهميش دور الأب؟، هل هي الأم، أو الأبناء؟ أم هو الأب نفسه الذي تنازل عن دوره الحقيقي؟

من المعروف أن مسؤولية تربية الأبناء تقع على الأب والأم على حد سواء، وفي حالة غياب الأب عن الصورة، فهذا يعني أن الأب هو المسؤول عن تهميش دوره في الأسرة، فهو الذي تنازل عن دوره لصالح الأم، وهي مسؤولية، لقوله صلى الله عليه وسلم «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومهما تعددت مسؤوليات الأب خارج المنزل، فهذا لا يعفيه من مسؤوليته الأسرية، فدور الأب في تربية الأبناء، لا يقل أهمية عن دور الأم.

كثير من الآباء لا يعينون أبناءهم على برهم، والبعض منهم لا يعرف كيف يعامل أولاده عندما يصبحون شبابًا، فيقتصر دورهم على العقاب والتوبيخ، وعلى جلب المال فقط وعدم التدخل في التربية، ما يضع هؤلاء الآباء في موقع التهميش، وبخاصة أن الكثير منهم لديهم ثقافة مجتمعية تجبرهم على التسلط على الأبناء أو حتى عدم تقبلهم وتقبل طبيعتهم الثقافية والعمرية

 غياب الأب عن الأسرة إلى مشكلات عديدة وخطيرة على الأسرة، منها:

الانحراف لجوء الأبناء إلى البحث عن أصدقاء السّوء الذين يعوّضونهم عن البيت

المشكلات السلوكية

 تصرفهم بحرية مُطلقة دون أي قيود.

عدم التزام الأبناء بقوانين الأسرة وطاعة الأوامر.

ضغوطات نفسية  للأم

حيث تتحمل العبء الأكبر من المسؤولية، وهو ما يشكل لديها أزمات نفسية واجتماعية.

انعدام في التوازن العاطفي

مما يشكل خللا في نمو الطفل وثقافته وشخصيته.

اضطراب الأمن النفسي بين أفراد الأسرة.

التأثير سلبًا في استقلال شخصيات الأطفال يجعلهم أقل التزامًا بالنظام.

والتأثير سلبًا على انتباه الطفل وتركيزه واستجابته، ويكون أقل قدرة في السيطرة على نوبات الغضب.

تهميش الآباء كثير من الآباء لا يعينون أبناءهم على برهم

بل يكونون قدوة سيئة للأبناء

حيث يقتصر دورهم على العقاب والتوبيخ، وعلى جلب المال فقط وعدم التدخل في التربية، ما يضع هؤلاء الآباء في موقع التهميش

الأب وكذلك الأم، يجب أن يكونا نموذجاً وقدوة لطفلهما، حتى يكون من السهل على الطفل أن يقلد السلوك الجيد في حياته، بدلاً من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها، فالأب في نظر أبنائه هو ذلك البطل الذي يقلدونه في كل شيء، في حركاته وتصرفاته، في التواضع والأمانة وفي كل سلوكياته، لأن الطفل يميل إلى اعتبار أن كل تصرفات والده مثالية، من دون أن يشعر الأب بذلك.

هناك العديد من الدراسات تؤكد على أهمية نوعية العلاقة بين الأب والطفل وتأثيرها على نموه السليم،  تشير إلى أن مستوى هرمون أوكسيتوسين، المسؤول عن تقوية الروابط الاجتماعية بين الآباء أو الأمهات والأطفال، يرتفع في الدم لدى الآباء عند اعتنائهم بصغارهم.

 

 

الأب والأم هما مُعلّما ومقدّما الرعاية الأساسيان  للطفل، لكن هل تدرك حقاً ما هو دورك كأحد الوالدين في مرحلة الطفولة المبكرة؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة