JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

انتظرناك كثيرًا



بقلم الكاتب الإماراتي أ. محمد الإسحاقي - صحيفة إنسان


هذه حادثة حصلت لي شخصيا, غابت زوجتي ثلاثة أيام من المنزل وكانت في المستشفى وكان أولادي يزورونها في المستشفى لسويعات ثم يرجعون معي إلى المنزل وبعد مرور الأيام الثلاثة وقد مرت عليهم وهي ثقيلة كالجبل، خرجت أمهم من المستشفى وعادت إلى مملكتها  مع أولادها وبقيت ليوم واحد في المنزل وفي اليوم التالي كانت لديها مراجعة في المستشفى فأخبرنا الأولاد في الصباح أننا ذاهبون إلى المستشفى ولن نصطحبهم معنا فقال احد أبنائي وعمره خمس سنوات "يا امي لا تذهبي إلى المستشفى فلقد انتظرناك كثيرا" .. فقلت له مطمنا أمكم لن تبقى هناك في المستشفى ولكن سوف نذهب ونعود بسرعة.

 

اخٍ ااخْ واهٍ اااه

يا لها من كلمة معبرة

يا لها من كلمة موجعة

يا له من تعبير دقيق عن مشاعر الأطفال

لاحظوا أن الأطفال لم يكونوا محرومين كليا عن والدتهم أيام مكوثها في المستشفى، بل كانوا يزورونها لسويعات يوميا

لاحظوا أن الأطفال يشعرون بالغياب وليس الأمر عندهم أمرا طبيعيا، سواء تكلموا بما يشعرون به وعرفوا أن يعبروا عما في داخلهم من مشاعر أم لم يعرفوا أن يعبروا

لاحظوا أن الغياب يؤلمهم بشدة ولا يريدون أن يتكرر الألم نفسه مرة أخرى.

لاحظوا أنهم ينتظرون ويطول انتظارهم ويصعب عليهم جدا.

لم يقل الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم من فراغ (من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة) ويشمل هذا الوعيد الشديد من فرقت بين والد وولده فلها مثل هذا العقاب العظيم فالجزاء من جنس العمل.

سوف يحرمون من الاجتماع بمن يحبون يوم القيامة جزاء  لفعلهم، ولأن جرمهم عظيم كان الجزاء عظيما.

 

إلى أولئك الآباء والأمهات الذين يجرمون في حق أولادهم فيحرمون الولد من أبيه أو يحرمون الولد من أمه

كل ذلك ليحققوا مصلحة شخصية خاصة بهم، حتى يقتص الأب من الأم أو تقتص الأم من الأب

يا لها من أنانية كبرى

حتى ينتصروا لأنفسهم

حتى ينتقموا لأنفسهم

حتى يقتصوا من الطرف الآخر

حتى يؤلموا الطرف الآخر

لأجل ذلك يحرمون أولادهم من أبيهم أو أمهم

بل ويوغرون صدورهم عليهم

ولا ينظرون لحاجة الأطفال النفسية التي يريدون اشباعها والتي قد يدركها هؤلاء الآباء والأمهات وقد لا يدركونها

لا ينظرون لشعورهم الداخلي الصعب

لا ينظرون لانتظارهم المؤلم المحزن

لا ينظرون لبراءتهم وعدم معرفتهم الحقد والحسد والكراهية ويزرعونها فيهم ضد أحد والديهم ويعلمونهم كراهيته والحقد عليهم وعدم التسامح معهم

وبهذا يفقد الطفل (قيمة بر الوالدين) فمن عق أحد والديه فقد قيمة البر كلها وما الذي يمنعه من عقوق الآخر فهو عاق أصلا

إنها نفوس أنانية ومجرمة تلك النفوس التي تستخدم  الأطفال لتحقيق رغباتها وشهواتها ثم تبرر لذلك تبريرات جوفاء خرقاء ليريحوا أنفسهم.

الاسمبريد إلكترونيرسالة