بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان
التفاؤلُ
كمشكاةِ النّورِ التي تنيرُ طريقنا وتبعثُ البسمةَ في روحنا ، فبهِ تزهرُ الأيامُ
و الأحلامُ ، ففي جوفِ كلِّ واحدٍ منّا بئرُ أملٍ نستخرجُ منه مواقفَ ثَرّةً
قادرةً على بثِّ الحياةِ في نفوسنا التي تصلُ في بعضِ الأحيانِ إلى مرحلةِ الخواءِ
والانطفاءِ ، ترى كلَّ شيءٍ فاقداً للرونقِ والبهجةٍ ، الحياةُ تتحولُ إلى وقتٍ
يمرُّ بلا شغفٍ ، تتراكمُ فيهِ المشاعرُ التي تضغطُ على القلبِ وتنهكُ
دقاتهِ ، لكن مع كلِّ عسرٍ يسرٍ ومع كلِّ ضيقِ قلبٍ فسحةُ فرجٍ قريبٍ ، تضيءُ
بالتدريجِ كتنفسِ الصّباحِ بعدَ عسعسةِ الليلِ ، في كلِّ مرةٍ تبلغونَ قاعَ
الحياةِ غوصوا في أعماقكم وابحثوا عن بئركم فوللهِ ما خُلِقَ إنسانٌ إلا و بُنِيَ
في جوفهِ بئرٌ يلجأُ إليه كلَّ ما ضاقت عليه روحهُ و شعرَ أنَّ حياتهَ ثقيلةٌ على
أكتافهِ لا تنفكُ أن تضغطَ عليهِ ليُخرجَ أسوءَ ما فيهِ ، ولكن طوبى لِمَن ضبطَ
نفسهُ و صانها ، وأبعدها عن كلِّ ما يؤذيها واعتزلهُ ، وتوقعوا قدومَ الخيراتِ
فكلُّ مُتوَقعٍ آتٍ ، فنحن في الحقيقةِ لا نقفُ على أقدامنا بل نقفُ على قلوبنا
فاعتنِ بقلبكَ واجعلهُ مكاناً لتخزينِ ما يستطيعُ أن ينتشلكَ من ظلماتِ نفسكَ ،
اجعلهُ مكاناً يغني التفاؤلَ كالنّغمِ ...