بقلم الكاتبة السورية أ. إيمان هاشم - صحيفة إنسان
ها هو العيد يطرق أبوابه من جديد بعد عامين من انتشار الوباء والمرض وما تبعه من تشديدات احترازية وقوانين المسافة الآمنة وشلل كامل لأركان الحياة الأساسية ، مرت الأعياد السابقة باهتة لا روح فيها وكم تحسرنا عن الفعاليات والأجواء المعتادة التي حرمنا منها كارهين ... ولكن هذا العام مختلف عاد مجدداً مهللاً ومبشراً بعودتنا للحياة الطبيعية التي ظننا أنها لن تعود مطلقاً .. ضحكت عيوننا فرحاً برؤية المسجد الحرام ممتلئاً بمعتمرين ومصليّن بعدما فرغ تماماً العام الذي مضى ...
أعددنا الزينة والحلويات وملابس العيد وهدايا الأطفال الذين عادت البسمة لوجوههم بعدما غيبتها ارتداء الكمامات ... نعم نفضنا غبار الحزن والبؤس جراء المرض وارتدنا قناع الفرح والسعادة ، لكن لحظة.... نسينا أمراً هاماً نسينا أننا من بلاد تجرعت الألم وكبرت مع قهر الأيام ورضعت حليباً بطعم الوجع والظلم... فأي فرحة ونحن نرى أشقائنا وأبناء جلدتنا يعتقلون ويجرحون في قدسنا .. ويقتلون في شامنا... أي فرحة ولا زال الجرح ينزف .. سنعيش .
حياتنا ونتناسى ولكن مع جرح مفتوح لن يندمل طالما الظلم مستشري بيننا.