بقلم الكاتبة السعودية أ. أمجاد الحربي – صحيفة إنسان
يملك الكاتب عيناً سحرية، ونظرة مميزة وثاقبة ، يملك خيالاً فريداً ، يرى الكاتب العالم من خلال نافذته الخاصة ، تُصور له هذه النافذة أن وخزة الشوكة كألم فُقدان أحد أعضائه، يرى الجميع أن هُناك طريقين فقط ، أما نحن فنخلق طريقا ثالثا ..
نرى بها الثلج كدموعنا المختبئة ، و حين نُحلي قهوتنا ..!
نرى في حبات السُكر أحلامنا الفاشلة ، نرى في الزهور حياة .. نملك عالماً آخر ..
عالم لاوجود له سِوى في أعيننا ، عالم
لا يسكُنه العقلانيون ، عالم نهرب بِه بعيداً ، عالم نتقمص بِه أدوار بعضنا البعض،
ونُمثلها على مسرح الحياة والكتابة ، عالم
خيالي، لايمُت لِواقعنا بِصلة ، قد يروي الماء عروق الزهور بداخلنا بينما مايروي
ظمأ الأخرين ، لم نرى يوماً الأشياء بذاتها الحقيقية ، دائما مانصنع لها معنى آخر
، قد ترى إن الطيور خُلقت لتطير فقط ، ولكن نحن نراها خُلقت لِتحمِل أحلامنا على
أجنحتها ، وتسرق أحزاننا لترمي بها بعيداً ، وتسافر بِنا لعالمنا الأخر …
لم يهطل المطر يوماً بشكلٍ عاديَ كان
يأتينا على هيئة جيوش مسرعة من السماء،
لمحاربة أحزاننا، لِجعلنا مُنتصرين ، على هذا البؤس، لم نرى الأشياء على حقيقتها
المُره ابداً ..
كُنا نقوم بتجميلها كثيراً ، وكانت
مُستحضرات تجميلها " الحُب ،
النُور ، الأمل ، الرحمة "
كُلاً من هذه المُستحضرات خُلق لنجعل
هذه الحياة مُميزة بالكتابة ، الكاتب يمتلك جوهرةً فريدة ، لا يراها الشخص العاقل
ابداً يجب عليك ان تكون مجنوناً لتكتُب.