بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان
في
كلِّ خطوةٍ تمشيها في ساعات يومك يوجد رزقٌ مكتوبٌ خصيصاً لك ، أتعجّب من
الذي ينعي رزقه دون أن ينظر إلى النّعم المحيطة به ، وهل الرّزق يقتصر على المال
فقط؟
كم
من مريضٍ يفتقد الصّحة والدّواء ويرجو أن ينعم بالحياة الخالية من الألم ، وكم من
فاقدٍ للعلم يحلم أن يُزيل عنه ستار الجهل ولكن العمر قد مضى وتقدم به وكان
ضحيّةً لعادات الأولين ولا سبيل إلى إعادة الزّمن إلى الوراء ، وكم من فتاةٍ
تجلس كلّ يومٍ تنظر للأطفال يركضون ويمرحون فتتمنى لو كان ابنها بينهم ، كم وكم من
أشخاصٍ يقضون وجع اللّيالي وحدهم لا يجدون من يشكون إليه بثهم ويكون لهم
مسنداً واتكاءاً في وجه نوائب الحياة ، لو حاولنا فقط النّظر إلى مفهوم الرّزق
بشكلٍ أوسعٍ لاختلفت أيامنا ولانقلبت أحوالنا ، خُلِقَ رزقُنا من قبل أن نولد في
هذه الحياة فما كان مكتوبٌ لك من الرّزق لو اجتمع كلّ أهل الأرض لمنعه عنك أو
لأخذه منك فلن يستطيعوا ، والذي لم يكن لك لو اجتمعت الأكوان لتجعله من نصيبك ما
استطاعوا فالأرزاق قد كُتِبت والأقلام قد جفت ، فلا تضيعوا الوقت ؛ قوموا فاشهدوا رزقكم
في الثّواني والدّقائق والسّاعات ، فولله ما حمد أحدٌ الله على رزقه له إلا وكَثُر
رزقه ووهِب ما يرجو فهذا وعد الله ووعد الله حقّ (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ، والآن
بعد كلّ هذا .... هل يوجد أحدٌ محرومٌ من جميع أنواع الرّزق ؟