JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

قَتلتُ زوجي ( 2 )


 


بقلم الكاتبة الفلسطينية أ. خولة الرغمات – صحيفة إنسان

 

دلفت إحدى الممرضات إلى غرفتها وهي ما زالت في وضع الجنين قاطعة عليها حبل أفكارها، نهضت من سريرها بعدما خرجت الممرضه بعد تدوينها عدة ملاحظات عن حالتها المرضية ، خرجت إلى الشرفه المتصلة بغرفتها ،أسندت ظهرها على الحائط وتنهدت بكل ألم، سقطت دمعة حارَّة على وجنتيها الباهتتين، استرجعت بها الذاكرة سنة للخلف، السنة التي فقدت فيها حبيبها وروحها وزوجها .

............

شَدّتْ يدها على يده راقصة بكل نعومة امامه ،حيث كان المطر غزيراً بللَّ أجسادهم ووجوههم الفرِحه،كانت تتراقص أمامه كفراشةٍ تداعب الهواء غزلاً.

وبصوتٍ طفوليّ طلبت منه أن يجلب لها بيتزا من المحل المقابل لهما...ضحك من ترجيها له،فقرصَ أنفها مُداعباً، وذهب ليجلب لمحبوبته ما تريد ،ألتفَّت خلفه والابتسامة ما زالت على شفتيه رآها تنظر إليه وترسل له قبلات في الهواء ،وما أن أدار وجهه حتى رأت شاحنة كبيرة تصطدمه .

لم تتحرك من مكانها قيد أُنمله،بقيت تنظر إليه وهو ملطخاً بدمائه ....فتحت عيناها لترى نوراً أعلى السقف ،التفتت جانباً لترى كَمّ الأجهزة المتصلة بجسمها ، عرفت بعدها أنّها كانت في غيبوبةٍ منذ رحيل زوجها، انفجرت ببكاءٍ هستيري ،وبرغم جسدها الضعيف استطاعت نزع الأجهزة بكلِّ ما أوتيت من قوة، كورت جسدها النحيف تاركةً الدماء تسيل من معصمها.

وهي في ذكرياتها تلك شاركتها السماء دموعها معلنةً حداداً جديداً ،فاليوم كانت ذكرى رحيله .

وضعت يدها على قلبها المعتصر ألماً ،ثم سقطت أرضاً...أغمضت عيناها بألم..ونطقت بشفةٍ راجفةٍ ..لا أُريد أن أشهد غيابك ...أُريد أن أغيب معك.

ثم فارقت روحها جسدها لتصعد للسماء فرحاً بلقائه.

الاسمبريد إلكترونيرسالة