JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أَنّيْ مَغْلُوْبٌ فَاْنتَصِرْ




بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان

 

حياتُنا مليئةٌ بالتجارب التي قد تكون مُفرحةً أو مُحزنةً وفي كلا الحالتين هناك فرصةٌ للتعلّم والتّزود ، عندما كنت في عمرٍ صغيرٍ كنت أظنُّ أنّني أستطيع الانتصار لنفسي وتحصيل حقي مهما كان الظّرف أو الموقف ، وأنّ هذا قمة العدل والمنطق ولكن عندما كبُرْت قليلاً وخرجت من الدّائرة المجتمعيّة الصغيرة التي كانت تحيط بي ، ودخلت في دائرةٍ أكبرَ ومع أناسٍ أكثرَ تجلّى أمامي مواقفٌ وقصصٌ جزمت من خلالها بأمرٍ ألا وهو ؛ أنّه في كثيرٍ من الأحيان قد لا أستطيع أن أتحدث في نطاق حقوقي على الرغم من أنّها حقوقي وواجب الآخرين ، وأن أُجبرَ على كتم الكلام في حنجرتي وعدم البوح به لأنّه قد يودي بي إلى أماكنَ لا يُحمَد عُقباها ، فقط لأن حياتنا الدنيا التي خُلقنا بها قد تجعلك مظلوماً في حقوقك وكلامك بسبب وضع الأشخاص الغير المناسبين في المكان الغير المناسب وإعطائهم الصّلاحيات للتشدق بتُرَّهاتٍ وشعاراتٍ يُحكى بها أمام الإعلام والملأ ، ولكن تبقى شعاراتٌ ورديةٌ معلّقةٌ على حائط الأحلام الغير قابلة للتحقيق ينظر لها أصحاب الحقوق من بعيد ، يودُّ أحدهم لو يركض نحوها فيحولها إلى واقعٍ معاشٍ ينعم بها البشر المسلوبة حقوقهم من غير وجه حقٍ ، فقط لأن أصحاب المناصب استيقظوا من نومهم وهم على فراشهم المترف و قد خطر على بالهم وهم يحتسون قهوتهم الصّباحية أنّ حقوق العامّة هي كمالياتٌ لا يستحقونها فيصدرون قراراً مفاجئاً يقتضي إلغاء هذا الحقِّ أو التّقليل من مساحة استخدامه ، ولكم أن تتخيلوا يا سادة أن حقَّ الاعتراض ممنوعٌ ومن يعترض سيلقى عقوبةً وخيمةً تدمّر ما تبقى من شتاته ، فيكون ليس أمام هذا الإنسان إلّا أن يُلملِم ما تبقى منه ويلتجأ إلى من بديه الأمر كلّه ويقول ( أني مغلوب فانتصر ) ، فلعل الله يُفتِّح أبواب السّماء و يصبَّ على الظَّالم ظلمه صبّاً و يسلب منه قدرته على التّحكم بالبشر ، مع أنّه لا يساوي مِثقالَ حبةٍ من خردلٍ ، ولا يحوي في داخله إلا الخواء لو نفخ أحدهم في وجهه لانقلب على عقبيه ، ما كان يوماً صاحب هذه المكانة والسّلطة ولن يكون ، فاللهم دائماً إن غُلِبنا فانتصرْ .

الاسمبريد إلكترونيرسالة