JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

اتصال الروح بالجسد




بقلم الكاتبة السعودية أ. نورة عبد الله آل قراد - صحيفة إنسان

 

 

انطوى الفكر مبتعداً عن نزوات القلب وأخذ حيزاً من العقل مَدْدَّ عديداً من ترددات طموحه ينتظر رجوع صداها .

اطلقها بعيداً جداً في الفضاء الرحب وساحت في المحيطات الشاسعة وقابلت في تلك الطرقات أشكالاً مختلفة من مثيلاتها  كانت تهمسُ كلاً منها بقصتها للأخرى !!!!

قالت احدى تلك الترددات كنت حبيسة الأنفاس في صدرٍ معتمٍ لايرى من النورِ شيئاً وآبىٰ  أن اضل كذلك حتى يومٍ آتىٰ إليه تلك الهزة التي غيرت مجرى حياته وكذلك وجودي معه !!!

كان فردٍ منعزلاً قليل الكلامِ كثير الملامِ لمن يقابل ولا علمِ احداً مايحمل بداخله .

ٱصيب بوعكةٍ عسيرة وذهب على إثرها لطلب العلاج عانى من صعوبةٍ بالتنفس وأخذ الأطباء  بإجراء الفحوصات اللازمة واتضح ان لديه مرضٍ عصيب وصعب علاجه !!!.

كان كما الإنسداد بكامل شعيرات الرئتين الدموية وتجلط العديد منها أخذ الدواء المناسب من وجهة نظر الأطباء لحالته وهنا أُصيب بحالةٍ عجيبة  من الإنهيار والبكاء .

لم يكن بكاءهُ على ماسمع من كلامٍ عن مرضه بل ما سبق من عمرة في عزلة جسدة عن روحه!

هنا بدأ يطرق كل السبل لكي يصل جسده بروحه وأخذ بمناجاة الروح ليوقظها كي تمدَّ جسده بعظمة وجود الخالق لها وكان يناجي

أيتها الروح اعيدي الي التواصل مع الوجود وأنيري لي طريق مناجاتي مع الله.

أجابت الروح اتصل بجميع ذرات جسدك تأتي إليك جميع ترددات الوجود بما تطلب وتريد

واسترسلت في الحديث بقولها استجمع قواه بيقينٍ خالصٍ أن لا حول ولاقوة لهذا الجسد إلا بمن أوجده وجعل من الروح مناراً له!

أدرك هنا أنها الحقيقة التي عزل فكرهُ عنها واخذ يغذي الروح كما يغذي الجسد ولكن شتان بين الغذاءين .

وعندها قامت تلك الترددات بالتنفس والتحرك بحرية كاملة .

وبدأ ظلامُ ذلك الصدر الذي حُبست فيه ينجلي

واخذت تتحرك بحرية .

وظهرت للوجود وكانت تُكسبهُ مزيداً من ذرات الأكسجين النقية وهكذا ؛

الا أن انتعش الجسد بنفحات الروح وجاب ذلك النور لها جميع شعيرات جسده وعملت كما إذابة تلك التكدسات المغلقة لأعضائه  وشعيرات تنفسه

خرج من عزلتة وابعد اللسان عن صمته وهتف يآنفس كفي عن جميع وساوسكِ واردعي عني جميع مخاوفكِ

فالروحُ أنارت لي جميع شعب وممرات فؤادي

وابهرت بتلك الترددات ظنوني ؛

هنا رددت جميع تلك الذرات نحملُ مثل ماتحملين من حكايا وجعلنا لنا بصماتٍ في كل المحيطات يستشعرها كل ذي قلبٍ فطنٍ

يدرك ببصيرته سر وجودنا

حيث لاإنفراد لشيءٍ في هذة الحياة

الا لموجدها بلا معينٍ ولا رفيق

وجعل من هذا الوجود منظومةٍ كونيةٍ عظيمة مترابطة العمل والاداء ..

فكما قال أفلاطون الجسد مقبرة الروح...

فعلا اذا لم يتصل الجسد بالروح يصبح مقبرةً لها

وقد قال تعالى :-

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )

الاسمبريد إلكترونيرسالة