JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

قَتلتُ زوجي ( 1 )




بقلم الكاتبة الفلسطينية أ. خولة الرغمات – صحيفة إنسان

 

 

قَتلتُ زوجي.. تبللت وسادتها بدموعها..فهي وحدها من كانت تحتضنها.

نائمة على سرير المشفى كجنين يناشد دفء أمه..تذكرت ليلتها تلك،عندما فقدت زوجها..آخر من تبقى لها من عائلتها..كانت إحدى ليالي ديسمبر الماطرة.

فركت عيناها بنعاس بينما كان هو واقفاً أمام نافذة غرفةِ نومهم، يحتسي كوباً ساخناً من الشاي كان قد أعدَّهُ بنفسه، التفت إليها بشوق،وهي ما زالت تتأملهُ وعلى شفتيها أعذبْ ابتسامة سحرت بهِ قلبهُ الرجولي الحنون .ابتسم ضاحكاً على مظهرها الطفولي..قائلاً لها مازحاً،أما زالت صغيرتي تريد النوم،أجابتهُ بكسلٍ مصطنع: أُريدُكَ أنتَ فقط.اقترب منها ماسحاً رأسها بيده وقبَّل جبينها وأردف قائلاً: وأنا أيضاً أريدكِ دائما بجانبي.

مدت يدها بطريقة فكاهية نحو كوب الشاي الذي بيده وأردفت ممازحةً إياه: لقد غيرت رأيي...أريد هذا لا أنت، عقد حاجبيه متصنعاً الحزن قائلاً: هكذا إذن..ما رأيُكِ أنني سأخرج أتمشى لوحدي في هذا الجو الرائع..مُشيراً بأصبعه نحو النافذة، وأنتِ إبقِ مع ونيسكِ هذا،ثم ارتشف من كوب الشاي الذي بيدها وهي ما زالت ممسكة به،وَهَمَّ واقفاً يريد الخروج،فأمسك بطرف الجاكيت يُعدّلها، فما كان منها إلا أن نهضت سريعاً وألقت بالكأس الذي بيدها في الحاوية التي بجانب السرير،ثم أسرعت إلى دولاب الملابس وأخرجت جاكيتاً شتوياً،ارتدته سريعاً وهو ما زال واقفاً يضحك بهستيريا على تصرفها الطفولي الذي لطالما عشقه .

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة