JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

يسألني أين أنتِ الآن..




بقلم الكاتبة العمانية أ. مريم الشكيليه - صحيفة إنسان

 

سيدي الآن في الرمق الأخير من حرائق تموز المشتعلة على الورق أكثر مما هي عليه في دواليب عواطفنا....

أحاول أن أنتشل ذاك الشيء الذي تحدثنا عنه من قاع مدننا الغارقة في فصلا” صيفي ذائب حتى في أقصى مسامات جلد كتاباتنا.

إنني أتورط مع كل سطر أزرع فيه مشتل حرف ولا أحصد إلا إصفرار ورق ولون رمادي يفترش أرضية رسائلي المغسولة بسيل جارف إقتلع جذور مفرداتنا الخرافية ...

ويسألني أين أنتِ الآن.. أنا قابعة في عالم متسع لا أفعل شيء سوى إنني أقلب في صفحات الكتابة الكابوسية وأجلس ممددة الحنين على كرسي الإبجدية وإستمع بلا حراك إلى طنين الأحرف في أذن الورق..

أحاول أن أفعل شيئًا ما مع هذا الفراغ الذي يتوسع في داخلي وألملم ذاك  الجزء المتهالك الآيل للسقوط..

إنني لم أعتد على أن يحادثني أحدٌ” بتلك الطريقة التي تبعث على الفزع من شيء لا أعلمه من خيالات تطفو على محابس الضوء الخافت وكأنني أرقب إقتراب شيء يخرج من مداخن حبر.. رسائل عبر المحطة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة