JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

وَمَاْذَاْ بَعْد ؟




بقلم الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان

 

فترةٌ مرّت على قلبي كمئة عامٍ أخدت من عافيتي وصحتي ، أخدت من قدراتي وأحلامي ، جعلتني أتوجع في عزّ اللحظات التي كان يجب أن أقفز من فرحتي بسببها ، أودت بي للانسلاخ عن ذاتي وتبديل جلدي ، وخلقت في داخلي أشياءاً ما كنت يوماً أشعر أنني أنتمي لها ، انطفاء لبريق العيون وخمود لنبرة الصّوت ، كشجرةٍ خانها ساقيها فجفت و اندثرت خضرتها ، فترة أخذت مني الكثير و لم تعدني إليّ ، عشت ليالٍ من فرط قسوتها كدت أن أهجر نفسي ومن حولي ، خسرت طاقتي و تورد قلبي بلا ثمن ، أتعرفون ما الذي يجعل المرء منطفئاً في قبيل عمره ؟

الانتظار ... أن يبقى منتظراً في قوائم الحياة ويسعى إلى أشياء ليست له من البداية مع مرور الوقت يموت شغفه تجاه حياته و يفقد حلاوة ما يحب ، يقف أمام المرآة ويتطلع إلى النّسخة الغريبة التي يشاهدها ، تتثاقل المواقف على قلبه مهما بلغت بساطتها ، تضيق عليه الأرض بما رَحُبَت ، ولكن ماذا بعد ؟

ماذا بعد السّقوط والضّيق ، بعده انتفاضة روح وحياة ما خُلقنا يوماً لنكون إحياءاً بنكهة الأموات ، أو لننظر للأشياء بمقت و تحسر ، بؤرة النّور بداخلنا موجودة دائما تضعف أحياناً ولكن لا تنطفئ وتتلاشى أبداً ، ما نحتاجه فقط اليقين ، ما خاب يوماً من اتخذ اليقين سبيلاً لنجاته ، كان النّبي محمداً صلّى الله عليه وسلّم يقول وقت الشّدة (إنّي عبدُ الله ولن يضيعني)، وقال موسى عليه السّلام عندما رأى البحر أمامه وفرعون وجنوده خلفه (كلا إنّي معي ربي سيهديني) ، وقالت هاجر لإبراهيم عليه السّلام عندما تركها بوادٍ غير ذي زرعٍ ( الله أمرك بهذا) قال ( نعم ) قالت ( إذاً لا يضيعنا ) ، يقينٌ جبر القلب و جعل البحر ينفلق فلقتين و الصّحراء تُخرِج الماء والكلأ ، أليس بقادرٍ على إحياء روحك من جديدٍ و جعل مواطن النّور تشرق من أعماقك؟ ، في كلّ مرّة تضعف قواكم اسألوا أنفسكم ماذا بعد ؟ وقلبكم سيجبكم.

الاسمبريد إلكترونيرسالة