JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أين زمن الصّداقة الصّادقة؟




بقلم رئيس التحرير أ. مصطفى طه باشا – صحيفة إنسان

 

العلاقات الإنسانيّة تُبنى على الصدق والوفاء والمساعدة والود, ومن ضمن العلاقات الإنسانيّة؛ الصداقة والتي باتت شبه مندثرة وميتة في زماننا, فالكل يسعى لمصالحه الشخصية ولا يفكر بغيره, فالأخ يطعن بأخيه والصديق يغدر بصديقه.

الصداقة سابقًا كان لها دور مهم في حياة البشر, وكانت شيء أساسي لا بد من وجوده في الحياة كي نشعر بها، فالصديق كان العين والفم واليد والقدم؛ يمشي معك ويساعدك في أوقات المِحن والصعاب, ويحزن لحزنك ويفرح لفرحك، أما الآن لم يعد هناك شيء مما ذكرنا, فالجميع همه ذاته ونفسه ولا يهمه أحد، فالصداقة باتت مجرد شعارات وكلام لا يقدم ولا يأخر في حياة البشر, وأصبح وجود صداقة حقيقية بين شخصين ضرب من الخيال.

ما الذي جعل الإنسان يُهمل الصداقة ولا يهتم لوجود صديق في حياته, سؤال يحتاج لإجابة كي نصل لحل هذه المشكلة الاجتماعية, الصداقة بالماضي كانت تُشكل ثمانين بالمئة من حياة البشر, وكان الإنسان يعتمد على صديقه في كل شيء, وكانوا معًا في السراء والضراء, ولكن ليس عبر الانترنت بل في الحياة العملية, حيث يتشاركون الهموم والمشاكل ويقومون بحلها سوية, وهذا الأمر يُعمّق مضمون الصداقة في نفوس وقلوب البشر, ويجعل نسيانها أمر مستحيل, فاليوم باتت الصداقات عبر الانترنت وهذا أمر ليس ثابت وغير محسوس, وبالتالي زوال هذه الصداقة أمر طبيعي, ومن أسباب تراجع قيمة الصداقة وخاصة عند الشباب – مرحلة الشباب مرحلة مهمة في عمر الإنسان في تشكيل صداقات وعلاقات إنسانية - عصر السرعة والتكنولوجيا حيث يقضي الإنسان معظم وقته عبر منصات التواصل الاجتماعي والألعاب, وبالتالي ضياع الوقت من دون تواصل حقيقي بين البشر.

الحل في بناء صداقات حقيقية؛ هو زرع فكرة الصداقة عند الأطفال وتنميتها من قبل الأهل والمدرسة, كي يدرك الطفل أهمية الصداقة في الحياة, وأيضًا محاولة زرع فكرة حب الصداقة والسعي للبحث عن صديق حقيقي, يكون عون لك في الحياة, ومن الحلول المهمة عدم ترك الأطفال أو الشباب يقتلون وقتهم ضمن البيت أو عبر الانترنت, واكسابهم عادات الخروج من المنزل بشكل يومي, كي تترسخ فكرة الخروج وخاصة مع أصدقائهم.

الصداقة صندوق يحمل بداخله كنوز كثيرة, ويجب على كل إنسان أن يكون لديه صندوق كنز في حياته, كي يكون سند وعون له في أوقات الشدائد.

الاسمبريد إلكترونيرسالة