بقلم الكاتبة اليمنية أ. ليلى محمد - صحيفة إنسان
حين
كنت طفله وعمري آنذاك ٢٤ عاماً كان لي صديق يكبرني و اسمهُ ميمو بداخله أرواح و أجزاء مُهمشه و أوجاع يقظه,
ينبض بالحب بالعطاء والسعادة، هكذا كنت أراه.
حين
كنت طفلة العشرين كنا نتقارع الأفكار و نتعانق العقول و نخيط جراحنا بالهمس، كبُرت
و دخلت عامي الثلاثين ، قال لي ميمو سأعلمك العزف والرسم والشعر و سأجعلك سيدة
النساء واسعدهم ، و كأنهُ دسَ السموات
بلوناً زاهي في جيبي ، و كأني أرى في صدري جنائن ورد..
في
يوم ٢٠ مارس مات ميمو بعد أن كان يُخبرني كل يوم برحيله؛ مات وتركني في الزنزانه
السابعه أواري سوءة الحنين على صوره ؛ كنت احتفظ بها في باطن روحي الصغيرة, رحلت
الحياه من عيني وأصبحت "طفلة الثلاثون روحاً والثلاثون وجعاً " الطفلة
التي كانت تضيء عتمته, ذابت أوفا كما ذاب ميمو.