بقلم الكاتبة السعودية أ. نورة عبد الله آل قراد - صحيفة إنسان
تكفكفت دمعاتُ عيناي على الخدي فلامس الفؤادُ قسوة
وحزن
ما انسكب من مقلتاي رددت حناجرُ وموجات إلهامي
مالآ
تلك النظرات المتعبات تبوحُ بمكتومِ
أسراري !!!
تتردد
في أعماقِ كلاً منا قصةٍ يخفيها عن كافة
البشر ولا يكادُ يبديها
وتظلُ
تجوب داخل المعبد المقدس الذي تتشرفُ
باستعباده !
ذلك
المكان الذي يحمل في تجويفه اعظم الاسرار
ويعزفُ الحان دقات الفؤادِ يتسلسل
منه غذاءٌ وحياة الجسد
يروي
بصغيرات شعيراته مانسكب فيه من افكار ِ
واخبارِ الحياةِ
ويُحكى
عنه تلك الأسطورة حيث انه لم يتم استخدام منه سواء عشرة بالمئة من قدراته فيكف لي أن لا اصفهُ بالمعبد المقدس
احتوى سر العقل وانطوى بداخله فظهر ذلك
جلياً حيث يُصدر تلك الأوامر للخلايا العصبية فتعمل وتُنفذ ذلك
يتكون
دماغ الإنسان من نحو 100 مليار خلية عصبية. تتشابك تلك الخلايا ببعضها البعض
تبلغ
مقاييس الخلية العصبية نحو 05 و0 مليمتر وتتجدد الخلايا العصبية بمعدل 300 مليون
في الدقيقة الواحدة تستبدل كل منها خلية عصبية أخرى مستهلكة.
فنأتي
هنا لتفسيرٍ مبسط لتحكمه في هذا الجسد !
أحياناً
يصاب البعض بحالة من الشلل المؤقت في الأطراف وعدم القدرة على تحريك اليدين أو
الساقين، عند الاستيقاظ المفاجئ من النوم، ويحدث ذلك نادراً حيث يكون المخ في هذه
الحالة بحاجة لبعض الوقت للخروج من حالة النوم إلى الوضع الطبيعي.
واذكر
كذلك القوى الخارقة لتلك المعجزة التي عجز البشر في فك شفرات رموزه وأسراره فمساحته لا نقدر على
وصفها
وتعتبر
مساحة التخزين الخاصة بالمخ البشري “لا نهائية” و لا يمكن أن يمتلأ عن آخره،
على عكس اجهزة الحاسوب او غيرها.
يقوم
المخ بمعالجة حوالي 50,000 خاطرة او فكرة خلال اليوم الواحد، و يعتقد ان 70% منهم
ذو طابع سلبي!!!
اردت
أن اظهر قليلاً من صفات ذلك التجويف
العظيم وما يحملُ بداخله
فعندما
نخزن بداخله سراً لا نبوحُ به ويكون طي الكتمان فنكونُ هنا قد وضعناه في
مأمنٍ لا يمتلك مفتاح معلوماته الا من
التجأت إليه في ظلمات الليالي وعلمِ سر
ماكان وسيكون
الخالق
اللطيف الذي أبدع وأحكم خلقنا بالعدل وحسن التكوين
الذي
يتسلسل بتشابك أجزاءه وعمل كلٍ منها بمساعدةِ الجزء الآخر
الى
أن نصل الى رأس الجسد وقمة الشرف
قال
تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
وهذا التبيان لا يتم الا عن طريق العقل, الحمد
لله الذي كرمنا بالعقل وشرفنا وجعلنا في أحسن تكوين.