JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

إليك يا حواء



 

بقلم الكاتب السعودي أ.صالح الكناني - صحيفة إنسان

 

إليك يا حواء أكتبُ ..

فاعيريني جُل اهتمامك ..

وأسمعي ما سوف فؤادي لكِ به ينطقُ ..

فأنا منذُ نشأت القلب الذي عرف الهوى..

وأنا لم أجد الغرام الذي داعب حلم قلبي ..

وشاغب روحي بمرآةٍ تعكس صورتي ..

وضحكاتٍ تملأ قلبي سعادةً جرَّاء سعادته ..

وطموحٍ صادف حلمي .. فرافق ظلي ..

وأشرقت به شمسي .. فسطع به نجمنا معًا..

طموحٌ يوحدُ الإحساس بكل شيء

في إحساس قلبين بقلبٍ واحد ..

طوفانُ مشاعرٍ يُغرقنا في بحر العشقِ المغدقِ ..

وإيثارُ الرضا عن كل عيبٍ وخطيئةٍ ونقصٍ للكمال ..

فأنا يا حواء لم أعد أعرف أين أجدُ تلك الفتاة ..

تلك الفاتنة الرقيقة .. تلك الصادقة الصديقة ..

تلك التي تعرفني بكامل تفاصيلي وتعشقني رغم ذلك ..

تلك التي لا تعير اهتمامًا للعمر الذي أكل مني وشرب ..

ولا إلى ما سيبقى من عمرٍ قصير ٍ

هو كل ما تبقى من أوراق خريف الحياة ..

فلا تكترث إلا لوجودي في أحضان قلبها ..

وثوران عاطفتها النقيةُ وانجذابها نحوي ..

فأنا يا حواء ..

أصبحت أشك بأني لم أملك يومًا ضلعًا ناقصًا ..

ليكتمل بمن خلقت منه فتشاركني حياتي ..

كما شاركتني أضلعي ..

أصبحت أتحسسُ بأناملي على صدري أعدها كي أتأكد ..

وكلما أقترِبُ من إحصاء عدها ..

تستوقفني نبضات قلبي تحت سقف القفص ..

وأسمع همساته وهو يحدثني منبهًا ..

ومنطقه يصل إلى منطقي قائلاً:

بما أني أسكن داخل قفص صدرك ..

فسوف تسكن أنت في قفصك الذهبي يومًا..

ألا ترى وجه الشبه ؟

ولكن يا قلبي العزيز أين هي ؟ وكيف سأعرفها ؟

فأنا لم أعد أعرفني .. فهل ستعرفني هي ؟..

هل سيبقى الحال على ما هو عليه؟

العمر يمضي وأنا وحيد..

أم ستحتلني توأم روحي بدون استئذان ؟ ..

لأنها صاحبة المكان .. وملكة عرش قلبي ..

وسيدة العشق الأبدي..

حقًا وصدقًا .. لا أعلم يا حواء ..

فهل تعلمي أنتِ أين فاتنتي التي ستحبني رغم كل شيء ، وستكمل معي ما بقي لي من عمر ؟ ..

هل تعرفينها ؟ .. فأنا لا أعرفها ..

فكيف لي أن أبحث عنها وأنتن عالمٌ منغلقٌ لا نصادف منكن إلا القليل؟ .. وإن صادفنا القليل ..

لا نستطيع أن نتجرأ على البوحِ أو الوقوع في الحب

 فيكون حبًا أُحاديًا نتجرّعُ منه الألم ..

أو نُصدم بردةِ فعلٍ قاسية تدخل في ايطار القضاء ..

لذلك يا حواء أنا في مأزقٍ حقيقي ..

فهل ستساعديني وتخبري فتاتي عني ؟ ..

وهل ستساعدني هي كي أعرفها ..

دون أن أخاف من قسوة الصدِّ والوهم ؟ ..

فقلبي لم يعد يحتمل مزيدًا من الصدمات ..

فأنا في جهادٍ عظيم.. وفرحٍ عقيم .. وجسمٍ سقيم ..

ولكن الله الكريم .. فهل أنتِ كذلك؟ ..

أرجوكِ كوني كذلك.. فهذا قلبي ينتظر ..

الاسمبريد إلكترونيرسالة