JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

‏كأس التيكيلا الفارغ




بقلم الكاتبة اليمنية أ. ليلى محمد - صحيفة إنسان

 

كانت تمده بالأمان وهي خائفة، تُشعره بالدفء وداخلها يرتجف، ترسم على وجهه ابتسامات وضحكات وهي تمسح بطرف كمها دمعات قد سقطت سهوًا من عينها وفي ظل هذه الوحدة التي تملأ أيامها كانت تلازمه في كل الظروف حتى لا يشعر بالفراغ، هكذا كانت تحبه دون أن تعي.

‏لكن النهايات هيّ التي تنتظرنا, قُتلت تسع سنوات من الشعور في يوم؛ هكذا انتهت الرواية هنا وانتهت الحكاية الجميلة بأبطالها ؛

‏النهايات التي لا نحسب لها حساب، تنفلق كالحجر في لحظه راكدة؛ تريد من روحك أن تستيقظ على الحقيقة ولا يهم كيف تكون؟ سعيدة أم حزينة. ومن سيدفع ثمن الألم

‏كم تمنيت أن أدخل كواليسها لأقتل الوهم الذي خدعه واُنهي مهزلة البعد من جذورها، حاولت أن أسرق الرواية وأسرد لها نهاية مختلفة لطالما كنت أحب النهايات السعيدة لكل شيء، فكرت أن أكتب عنها وعن محاولاتها لإصلاح علاقاتهما ومحاولتها التودد له، لكنه كان رجلاً شديد او ربما لا يحب تلك النهايات الجميلة أو لا يريدها كلما حاولت أن أكتب كان يخالفني في عقلي

‏أعترف انيّ هُزمت أن أكتب تلك الرواية التي لطالما أحببتها منذ بدايتها وحتى ما قبل تلك النهاية وما بعد جرحها ...

‏الان غاب الكثير بغيابه كصوت الصباح وضحكات الأطفال وجمال المطر وقصص الحب ولون السماء وقمرة الليل

‏هربت البهجة معه فقد كان هو البهجة وترك البكاء على طاولات المقاهي وعلى قميصها الاسود وببقايا حزن على كأس التيكيلا

‏ماذا كانت تستطيع فعله؟

‏ كانت تغتصب الهلاك كي لا تقع؛ كانت تحبه كحبها للألوان والأزهار سقطت كورقة خريفية رحل ربيع أيامها بعد أن كانت تدعوه لتلعق الشوكولا من أصابعه وتتناول كرزتها من شفتيه

‏كانت بقربه أكثر منه، تسمعه من عينيه و تقرأه من حرفه

‏تنظر إليه كطفل تحب سعادته وتسعد به كقلب الأم العقيم التي تنتظر قدوم طفلها البعيد الذي لا تقدر على لمسه

‏كان طفلها الأكبر ورجلها الأول وطريقها الأخير

‏عكاز ضعفها وسند كتفها وبلسم أحزانها كانت تناديه السماء وعين أبيها ومخدعها المبارك ومنارتها العظيمة تلك الانثى التي كانت بجانبه فقدت معنى الحياة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة