JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مدينة البتول




بقلم الكاتبة السورية أ. هبة عبد العال - صحيفة إنسان

 

هنا دمشق, هنا صوتي من دمشقية المقال, صباح الخير فلسطين  صباح النور يا مدينة البتول  صباحك سكر يا زهرةً وسط الأشواك  نديّة, رسالتي السابعة  إلى حبيبتي  مهبط الديانات السماوية  وأولى القبلتين وثالث الحرمين, أرى شمسك يراودها الكسوف من هولِّ ما رأت  على ترابِ أرضكِ الخضراء, العجوز  أقفلت بابَ دارها وهُجرت وأخذت المفتاح وأصبح بيت الجدُّ يسكنهُ الغرباء وكرسيُّ الأب فارغ وممرات الأحبةِ خاوية ومسجدٌ وكنيسة يناديان هيّا إلى الصلاة وحقول الزيتون تشكو الحنين حزينةٌ حجارةُ الشوارع جذورِ السنديانِ قلعت ومروجِ السندسِ حُرقتْ.

عندَ الفجرِ غارات في البساتين وعندَ العصرِ أربعةُ وسبع قذائف في المزارع وعشرة قنابل رصدتْ الجيران واستشهدَ أحمد ويُتمت سلوى وأُرملتْ فدوى  وبُترت أصابعُ نهلة وهُشمَ رأسُ ماجد وشاهدَ رائدٌ المذبحهْ وهُدمتْ الصوامعُ واحتلتْ الزقاقْ وشُردَ الأبناء وأصبحَ ابن صبرا لاجئْ  وابن عكا مهاجرْ وأُبكيتْ الرجال واخذلتْ النساء وشاختْ الأطفال على صغرٍ  تكالبَ الاحتلالُ على شعبٍ  فشتته  واستملكَ الارضَ والدار على عجلٍ  واستبدلَ الاسمَ وصاغهُ على مهلٍ( اسرائيل ) ومتى يحقُ للسارق امتلاكَ ما سرقه ومضت سبعون عام عل شعبٍ وُلد من رحمِ أمهاتهم أبطالُ الغد رجال ُالفولاذ  نساءُ اليقين  أطفالُ البندقية  مقاومتهم عبرة وقضيتهم الشهادة شعارهم أرضنا لنا واسمها فلسطين شاءَ من شاء وأبى من أبى وليذهبُ المحتل إلى الجحيم

وهذه رسالتي تذكرة لم أنسى أنين القدس وبكاء الأقصى وتنهيدات كنيسة المهد والقيامة عربيةٌ أنا لا أمضغُ الملح ولا أكسرُ السيف وأعرفُ أن كسوفَ الشمسِ سيزول, وفلسطين ليست حروف مفقودة لا يجيد نطقها العرب إنما هي جذورٌ تشعبت القلب واحتضارها سخف 

أبشروا فأجراس الكنائس ستقرع ورُقَّ خيطُ العودةْ  فسيدةُ الموت بأجيالها ترهب الأعداء لأنها تلدْ الشهداء  تصنعُ متراسها فوقَ كلّ حائط شعارها لم يمرْ من هنا القراصنة والجبناء, أنا كاتبة أهوى الأبجدية وعشق فلسطين من الأبجدية, ولا يلزمني أن أكون فلسطينية لأحب فلسطين  فحبها لايعرف جنسية أو هوية  حبها يكون بالفطرة شيء يشبه حبي لأمي بلا تفكير.

الاسمبريد إلكترونيرسالة