JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فلسطين تنزف



بقلم الكاتبة المغربية أ. شيماء القوري الجبلي - صحيفة إنسان


ما يحدث في فلسطين من طرف المحتل الاسرائيلي، يؤلم القلب ويبكي العين ، تلك الأشياء جرائم في حق الشعب الفلسطيني إذ لم نقل إرهاب."حرائر الأقصى يستنجدن بأمة الإسلام بعد أن عاث الاحتلال فسادًا واعتدى على كل شيخٍ وامرأة وطفل في باحات الأقصى ومصابين في صفوف طواقم الإسعاف والصحفيين!، حالات اختناق، إصابات خطرة في الرأس والأعين، تدنيس لأقدس مقدسات الأرض، وانتهاك كل دساتير حقوق الانسان والقوانين الدولية ! كل هذا يحدث وسط صمت المجتمع الدولي والاعلام العالمي ! وحتى رجال وفقهاء الدين في كل دول العربية .

من أجل فهم موضوع فلسطين أكثر ولماذا هذه أحداث بدأت ولا زالت في القدس ، من بداية رمضان المبارك ، منظمات الاحتلال تحشد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك ورفـع رايـات الكيـان الصهـ.ـيوني فيـه. تحشدهم كي تثبت وجـودهم والاحتفال بنصرهـم المسمى"توحيد القدس" أيّ السيطرة على مدينة القدس كلها واقتحام المسجد الأقصى المبارك من ضمن الاحتفال.وكان من ضمن مخططات منظمات الاحتلال السيطرة على حي الشيخ جراح وذلك لأنه ملاصق للمسجد الأقصى ليتسنى لهـم العبـث بـمفردهم.

للمسجد الأقصى مكانة عظيمة .. على جميع المسلمين في أنحاء العالم كيف لا وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين و ثاني مسجد على الأرض ومسرى رسول الله ﷺ ومعراجه إلى السماوات العلا، 

 و يرجح الفقهاء أن النبي آدم هو من بناه والنبي إبراهيم تابع عملية بناءه وترميمه وتولى المهمة من بعده إسحاق ويعقوب  وعمل سليمان على تجديده  لأنه ذُكر في القرآن الكريم «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»  لأن الصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة والصلاة في المسجد الأقصى بمئتين وخمسين صلاة ولأنه كما قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"نعم المسكن بيت المقدس، القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله، وليأتين زمانٌ يقول أحدهم ليتني لبنة في بيت المقدس"  لأن رسالة النبي ربطت بين مكان المسجد الحرام ومكة والمدينة والمسجد الأقصى...

 كلما تكلمنا عن القضية الفلسطينية نسمع اعتراض : ما الفائدة من هذا الكلام ؟ يتصور السائل أن التغيير لا يكون إلا بالأفعال ، وينسى أنه لا يوجد فعل من دون كلمة تقنع وتحفز للتغيير مراحل والكلمة أولها .الحديث عن فلسطين له محاسن ومنها : الفلسطيني يتيقن أننا لا نتخلى عنه والمؤيد للقضية والجيل الصاعد سيعلم عن القضية بسبب تداولها ويكفي الفرد أن يشغل نفسه بالقضايا الشريفة ونصرة المظلوم والإنسان مطالب بأن يعمل في المساحة التي يقدر عليها ، ومطالبة المتضامن مع فلسطين بأن يذهب ويحررها هي مطالبة منفصلة عن الواقع ولا نتيجة لها غير إحباط من يحاول .

 وفي حديث أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . "

أكره عروبتي لأن الطيارات التي تقذف القدس و غزة نفطها عربي .

ياليت كل القلوب كقلوب الشعب الفلسطيني لتوحدت الشعوب ضد العدو ، وانقلبت الآية وأصبحت فلسطين حرة أبية و توحدت كلمة لا إله إلا الله في المسجد الاقصى ، لأصبح الأطفال والنساء بالأمان ..لكننا ميتون تابعون تموت الأمم أما أعيننا ونكتفي بالتأسف والحسرة لوهلة ثم ننسى .. أين الشعوب العربية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة ؟!

يقولون  باعوا الأرض لأجل المال وهم يبيعون حياتهم لأجل الأرض أن تخرج من بيتك ذهابا للموت ذاته الذي مات فيه   صديقك قبل أيام أو أخوك قبل أسابيع أو ابنك قبل شهور وأبوك قبل سنة هو أن تكون فلسطينيا

أصبح موت الأطفال أمام أعيننا شيء سهل وعادي وشائع كثيراً..هل أحجرت قلوب العرب ام ماذا ؟!فلسطين تنزف دما كثيراً لأمة أصبحت بلا دم. نحن اليوم نحبُ القدس أكثر من قبل نشعرُ بأننا من طينِ فلسطين و من عجينةِ القُدس، و نشعر ايضاً بالغيرةِ وَ القهرِ على أقصانا ونبكي بحُرقة .واليوم يوحد الأقصى قلوبنا فيفعلُ ما لم نسطع على فعلهِ منذ أعوام. لا يسعنا شيء سوى الدعاء ، الدعاء لشهداء الفلسطينيين بالرحمة والشفاء العاجل للجرحى."القدس عربية وستبقى كذلك 

القدس كانت وما زالت وستبقى عاصمة لفلسطين "

حديثي عن فلسطين لا يعني أنّي فلسطينية ولكنّ القلب فلسطيني ، والروح فلسطينية فهي قضيّةُ أمة وهذا الأمة هي نحن. 

فليشهد العالم والتاريخ أنّ الأقصى تُرِك وحيدًا، وأنّ المقدسيين جعلوا أجسادهم دروعًا في وجه الرصاص فداءً للأقصى، ليشهد العالم.

يا رب استودعناك أهل فلسطين، يا ربّ احمِهم وانصرهم يا ربّ.

الاسمبريد إلكترونيرسالة