JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

إلى فَلِذةِ كَبدي كنان..




بقلم الكاتبة الفلسطينية أ. خولة الرغمات -  صحيفة إنسان

 

أَخُطُ هذه الحروفَ في تاريخِ الثاني عشر من إبريل، في أسبوعهِ الثاني ليوم الأثنين.

إليكَ أكتبُ يا منّْ رأيتُ النورَ في قَسَمْاتِ  وجههِ، يا منّْ رأيتُ الحياةَ في ضِحْكَةِ ثَغْره، لَعْمْرِيْ يا مالكَ عمرّْي، أنت الأكسجينَ لِرئَتيّْ، أنتَ النورَ الذي أهتديْ بهِ في عَتمَتّْيْ.

 

بِرصاصِ قلمي، ودموعِ عيّْنيّْ، وَبِأناملِ يدي، أَكتبُ لكَ وَصيتيّْ...فإني لَستُ أَعلمُ كَمّْ سَأعيشُ مِنّْ العُمرِّ وأراكَ تَكبرُ أمامَ ناظِرّيّْ.

أُوصيكَ بِنْفسِكَ أولاً وأخيراً، كُنّْ أميراً في نَظرِّ عينكْ، كُنّْ عَظيماً في نَظرِّ غَيرّكْ، أصنعَ لِنفسكَ غداً مُشرقاً تُستضاءَ بهِ أنتَ وعائِلتكَ.

كُنّْ خَلوقاً، مُحباً لِغيركْ، كُنّْ مُواظباً على صْلاتِكْ، كُنّْ مُداوماً على التسبيحِ والاستغفارِ، صّْلِ النوافلَ ولا تُسقطَ صلواتكْ، أُوصيكَ بصلاةِ العشاءَ قبل نومكْ، نَمّْ مُستغفراً يا قُرّْةَ عِينيّْ

 

كُنّْ مُطيعاً لوالدِيكَ، كُنّْ لَطيفاً مَعّْ اُمكْ، كُنّْ حَنوناً مع إخوَتِكْ، لا تَكْنّْ قاسيَ القلب، كُنّْ ليناً في تعامُلك، كُنّْ مُطبباً لِجرحِ غيركْ، عندما ترى حزيناً خففَّ عنه حزنهُ، وعندما ترى يتيماً مَررَّ بأناملكَ على رأسه، وعندما ترى عاصياً لا توبخهُ، بل انصحهُ مُذكراً إياهُ بالعاقبةِ، صُمّْ النوافلَ يا فاطم قلبي، لا تجعل الكَسلَ يَعرّْفُ لكَ طريقاً، ولا تنسى تدليلَ نَفسكُ فهي عليكَ حقّْ.

 

في هذه الساعةِ، أنتَ في عمرِ الخمسةَ سنواتِ وإحدى عشرَ شهرا، سيأتي يوم ميلادكَ بعدِ خمسَ أيامً وشهرا، غداً سيكونَ أولِ أيامَ شهرَ رمضانَ المبارك، لقد رأيتُ لِباسَ العيدَ الجديدَ عليك قبل أوانه، كُنتَ فرحاً عندما ارتديت بنطالَ جينزً أزرق، وتي شيرت أبيض مع جكيتَ جينزٍ أزرق مع حقيبةٍ زرقاءَ صغيرة، كانت تنوي أمك بشراءِ الحقيبةَ بأن تضعَ فيها نقودَ العيدَ، ضَحكنا يومها؛ فلقد أَبيتَ أنّْ تَخلعَ لباسَ العيدَ، أذكرُ يومها أنكَ كُنتَ تتمخترَ ذهاباً وإياباً كعارضَ أزياء جميل، كُنتَ فرفوشاً، فقد هربتَ عنّْ أمكَ مُتعالياً فوقَ كَنبةَ الصالونَ مُختبئاً خلفي؛ كي لا تُخبئَ ملابسكَ للعيد.

كمّْ أنتَ جميلٌ يا صغيري، فأنتَ العيدَ وأنتَ الجديدَ وأنت القديمَ في قلبي.

 

وآخر وصاياي، فعندما ترى نجومَ الليلَ تَذكرّْ أنيّْ أُحبكْ، وعندما ترى تجاعيدَ وجهُ أُمكْ تذكرّْ أني أُحبكْ، وعندما تَرى ثقلِ خطواتِ والدكَ تذكرّْ أني أُحبكْ، وعندما ترى قطراتِ المطر تَذكرّْ أني أُحبكْ، لا تنسى زيارتي اليوم في قبري، فأنا ما زلتُ أحبكْ.

الاسمبريد إلكترونيرسالة