JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ضمائر عارية



بقلم الكاتبة اليمنية أ. ليلى محمد - صحيفة إنسان

 

بعد ثلاثة وثلاثون عاماً من عمري استيقظت و رأيت حقائق ما وراء الإنسان ، نحن مجرد مجموعة من الأكاذيب التي تسعى في أرض جدباء لا تُسمن و لا تُغني من جوع ، كينونة بشرية لا أصل لها سوى خطيئة ارتكبها آدم و جرفنا معه تحت شجرة لا أعلم كيف أوقعته في شِباكها

نحن العدم اللاوجود ، الأحلام سراب زائل ، الطعام غداً ستكون وجبة منتهية الصلاحية ، فارس الأحلام فخ كالذئب البريء من موت  يوسف ، الأطفال أرواح ستغتصب رويداً رويدا ..

لا تصدقوا الواقع ، لا تحلموا بالحياة ، لا تبحثوا عن السعادة ، لا تتمنوا المال والبنون ، لا تفتحوا النوافذ بحثاً عن الأمل  فتلك الأشياء خُزعبلات ستضحك علينا يوم نبكي؛  ساخرة من غبائنا ...

فما نهاية الحياة إلا الموت يا ساذجون ؛ ماتت أرواحنا بعقاقير خائنة تلبسها الإنسان ؛ عرفوا من أين تؤكل الكتف ؛ ومن أين يُخنق المرء …

حنايا ممزقة هنا و هناك ؛ جثث تتنفس حزناً ؛ أفواهٌ مُقيدة ؛ خيبات منكسرة على السرير ؛ و طمأنينة سُرقت من براءة طفل و قلب أنثى ؛ لا تفرطوا من أكل التفاح ولا تبحثوا عن الماء عند العطش ؛ و لاتكتبوا قصص الحب التي لا نوافذ لها ،، هنا أوطان لا تعرف الإعمار بعد أن لوثها الخراب ؛ وهناك طيور الطبيعة رحلت عن مبانينا بعيداً ؛ و ذاك الطفل ودع والدة تحت لُغم احتضن جسده ..

ضحكاتنا تآكلت ؛ نومنا تلاشى ؛ هدوؤنا اُغتُصِب ؛ أحلامنا المأهولة دهسها الواقع بلا رحمة ؛ كل شيء لم يعد بمكانة الصحيح ..

 

الصرخة التي فاضت من أرواحنا عند الولادة ماهيّ إلا صرخة العمر الذي سنعيشه ؛ لا شيء ينتظرنا سوى شموع المقابر بعد أن شُلت أيدي السعادة التي كانت تطرق أبوابنا بحب.

الاسمبريد إلكترونيرسالة