JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لا تتسولوا الحب!



بقلم الكاتبة الليبية أ. انتصار اسماعيل - صحيفة إنسان

 

إلى أولئك الذين يتسولون الحب من قارعة الطريق، ويقتاتون على فتاته الذي لا يسمن و لا يغني من جوع، فلتعلموا أن للحب سبيلين لا ثالث لهما، اما الأول فهو الذي يعرج بك إلى أسمى درجات السعادة وملذاتها، أي أنه ذلك الحب الذي قوامه على النهج السليم، الحب الذي يلقيه الله في قلبك فيصل أثيره للحبيب، كحبنا لوالدينا و العكس، كحبنا لأخوتنا و العكس كحبنا لأصدقائنا و العكس، إن الحب ليس شرطاً أن يكون بين عاشقين فقط، و إن كان كذلك فلا بد أن يكون حباً بين طرفين يخافا الله و يخافا الله في بعضهما حريصين على أن لا يخرج هذا الحب من هالته المقدسة.

اما السبيل الثاني فهو الذي يتجرد فيه الإنسان من زاد القيم و ينزع عنه رداء الفضيلة، ليغوص في بحر المحرمات و ينسب كل فعل إلى الحب، و إن حاججته فيما يفعل لتجدنه أبلغ الناس في رده عليك، ستسمع منه سؤاله الذي لا يسأم من تكراره على أي شخص يحاوره في مثل هذا، إن الله لم يحرم الحب فلما تحرمونه؟

نعم إن الله لم يحرم الحب الذي على النهج الصحيح و لم يذمه، و لكن أنتم من لوث الحب بمساوئكم لا تكاد ترى حباً إلا أتى فيه البلاء، ألا ترون أن الأشخاص الذين يسلكون السبيل الثاني للحب، قد تجدون صفوهم مكدر و سكينتهم متزعزعة، وعيشهم منغص، وملامحهم قد شاخت و أرواحهم قد هرمت و إن كانت أعمارهم شابة.

نحن خلقنا بعمر واحد ومحدود وعيشنا لأجل مسمى، لن ينقص يوماً من عمرنا و لن يزيد، ولكن هذا الذي يسمى الحب قد يزيده وقد ينقصه، لن أقول في الأيام ولكن في الشعور و الاستحواذ علينا، قد تجد لحظة حب في السبيل الأول تسوى أعوام من السعادة، على عكس لحظة حب في السبيل الثاني كسبعين خريف في الدرك الأسفل من النار.

نحن نستحق الحب بكل جدارة لأننا أبناء للحب، لا نقبل بنقائصه، إما أن نكون نحن الحب أو يحتوينا الحب فلا تتسولوا الحب.

الاسمبريد إلكترونيرسالة