JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

صغيـر الكورونا



بقلم الكاتبة العراقية أ. فدك حمزة الخفاجي - صحيفة إنسان


عندما إستلقيتُ عـلى سريري لأُعانق وِسادتي لأستَرح مِـنْ ذلك الـيوم المُرهِق أغمَضتُ عينّي لوهلةٍ وأذا بِـهاتِـفي يرُن حْـاولتُ أن أتجاهل رَنِينهُ لَـرُبمـا إتصال غَـيرُ ضَروري لكنهُ لَم يَكُف عَـن الرَنين  إضطَررتُ عـلى الإجابة ، رفعتُ سْماعة الهاتِف .. 

وإذا بمريضتي التي تُحـتَـجر لإصابتها بذلك الفايروس اللعين حان مَوِعد ولادتها ولا تُريد أن يقترب منها احداً سواي لم يكن بوسعي أن اتركها لانها وَضَـعت بي كامل ثقتها لم أود كسرها ، تلعثمتُ قليلاً أغـمَـضـتُ عَـينّي وكأن الكون ضاقَ بي أخذ الخوف يَسّري بِــڪُل أعماقي وكَأنهُ سَيطَر عـلى جَـمـيع أطرافي خَـوفي بِـعدمِ رؤية أطفالي بِـعـدمِ إحتضان زوجي لِـفَـترة أو لَـرُبـما الى الأبد ، أخـذتُ نفسًا عميقًا وأجَـبتُـها ..


سَآتي خِلالَ دَقائِق إنتَضِريني عَـزيزَتي !

نَـهْـضتُ مُسرِعة إحـتَـضنتُ أطـفاليَ قّـبلتُـهم جَـميعَـهُم إحـتَـضنتُ زَوجي أخبَرتَـهُ بـإنـني أُحِـبه جِــداً قّـبَـلت صَـغْـيري مِـنْ عُـنـقِـه كْـانَـت رائِـحتـهُ الجَـمـيلة تَـخْـتَـرِق شَـرايـين قَـلـبـي قّـبلـتَهُ أكـثر مِـنْ عِـشرينَ قُـبلـة لَـعّـلَ هـذا الـمَـخْـزونَ يُـبـقـينـي عَـلـى قَـيدِ الحياة خِـلالَ فَـترَة حَـجّـري ، بَـعـدَما تَـجَـهزتُ مُـسرِعةً قـامَ زَوجـي وأطفـالي بإيـصـالـي الى بْـاب الـمُـسـتَـشـفـى نَـظـرتُ لَـهُـم نَـظـرةَ خَـوفٍ بِـعَـدمِ رؤيَـتِـهم مَـرّة أُخـرى كْـانَـت نَضَـراتـي تُـخـبِـرُهـم بـإن لايَـتـرِكـوني تَـخَـطـيتُ خَـوفـي وَدَخَـلـتُ راكِـضَـة الى رُدهَـة مَـرِيـضَـتـي وَجْـدتُـها مُـسـتَـلـقـيـة تَـلـتَـقِـف آخِــر أنـفـاسِـهـا بِـصعـوبـة حـاوَلـتُ أن أُضَـبِـط لَـهآ أجـهِـزة  الـقـلـب والـتَـنَـفُـس لَـكِـنَ  قَـلـبي كـانَ يَـنـبـض بِـسُـرعـة يَـكّـادَ أن يَـخـرج مِـنْ مَـكـانَـه خَـوفـاً أن أخـسِـرُها أو أن أُصـابُ بِـاالـعَـدوى  ..


ضَـبَـطـتُ جَـمـيعَ الاجـهِـزة وَبـاشَـرت في ولادتها عِـنـدهـا شَـعِـرت كأن الكـون مِـنْ حَـولـي  كُـلهُ سـاكـن لٱ أسـمَـع سوى نَـبضــها لٱ أرى سِـوى يَـديّ مـاسِـكـة المِـشـرَط ..

بَـعـدَ عَـناءٍ دامَ ساعَـة خَـرَجَ الـصَـغـيـر لَـكِـنهُ لَـم يَـصـدِر أيّ صَـوت كُـنتُ خـائِـفـة بـإن نَـفـقِـدهُ وَهـوَ الـطِـفلُ  الاول لَها حـاوَلـتُ مَـعَـهُ بِـمـسـاج الـقَـلب  الطَـبـيـعي كـانَ صَـدرهُ رَقـيـقًا جِـداً لَـم أُفَـرِط بـإن اضـغـط مُـطَـوَلاً لـكّـنـه كـانَ شُـجاعاً تَـمّـسَـكَ بِـالحَـياة بَـدَأ قَـلـبه الـصـغيـر  يَـنـبُـض تَـحـتَ يَـديّ كـانَـتْ فَـرحَـتي كَـيوم وِلادَتـي وَكأنَ ذلِـك الـصَـغـير صَـغـيري كـانَـت أُمَـهُ تَـكاد أن تُـحـلِـق  مِـنْ فَـرحَـتِـها عِـندَ سَـمـاع بُـكـائه كـانَـت لَـمعـة عَـينـيها تَـشكُـرني عَـلـى جُـهدي الـمتواضـع خَـرجـت مِـنْ صـالة الـولادة  يائِـسة مِـنْ فـرط خَـوفـي بـإصابَـتي حُـجِـرتُ خَـمـسة عَـشَـرَ يَـوماً كْـانَ كُـل يَـوم يَـمـر أتَـلـضـى بِـه شَـوقَـاً لعائلتي كنت اراهم مـن زجاج الردهة يعتصر قلبـي الالم أفـتَـقـدتُـهم جِـداً ،  لكِـنني حـاوَلـتُ الـتَـمَـسُـك بِـالحَـياة جَـيداً تَـناولـت الفـيـتامِـينات عَـززت جَـهازي المَـناعـي تَـناولَت الكَـثـير مِـنْ العِـلاجـات الـتي تُـقاوِم الفـايروس ..


دَعَـيتُ اللّـه أن ابقى لأطفالي وَبَـعـد إن خَـرَجَـت مُسحـتي سـالبـة كُـنتُ مُـتَـيقنه بأنَـه لَـن يَـترُكَـني ، اسـتَجاب لي والان انـا بـصِـحَـةٍ جَـيده  وَأطفـالي يَـلعَـبون حولي .

يا خالق الطباق  ..

نحـن نَـدرك بأننـا لانسـتحـق الرَحمـة وكُـلمـا قـابلتنـا بإحـسان قـابـلنـاك بمـعصـية لـكـن لـيس مِـن عَـدالاتك ان تُنـاضرنـا بمعصيتنا ورحمتك وسعـت كُل شيء ..

نرجـو مـنــك أن تنهي هـذه المعاناة لم تبقى لنا قلوب لنصبر !

الاسمبريد إلكترونيرسالة