JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

فَرَاشةُ السَلام



بقلم الكاتبة العراقية أياسمين ثامر خضير - صحيفة إنسان


كان هُناكَ رجلًا يهابهُ الكون بأكمله، عِنْدَما يَتحدث يُصغي لهُ الجَميع، رَجُل ذِمْرٌ شَهْم وَوسيم تَملؤهُ الإنسانيّةُ وَالشَجاعة يُطلق عَلَيْهِ (العراق)! لديه الكثير مِنَ الأولاد (صلاح الدين، كربلاء، أربيل، و....) أما أبنتَ قَلبهُ المُدَلَّلَة فَهيَ بغداد، يُناديها بِالسلام لِكثرة الهدوء وَالطمأنينة والحُبّ وَالسَعادةُ فِيها، جَمِيلةٌ هيَ لا مَثيل لها، صفاءُ السَماء فِي عَيناها المُرَصَّعَةُ بِالنجوم، تُزَعْزع قَلْبَ كُلّ مَن يَنظرَ وَيَتَأَمَّل لذَلِكَ الجَمال، كانتْ أكثرهُم عِلمًا وَنورًا وَلها أبناء وَأصدقاء كثيرون مِنَ الكُتاب وَالشعراء والعلماء وَالفلاسفة وَالمُؤرخين، كانتْ مُكْتَظةٌ بِالثقافة، واحةُ عِلم وَمنارة تَسطع علىٰ كُلّ الدُنْيا، لديها طِفْلان توأمان يُطلق عَلَيهما (دجلة وَالفرات) تَملك مِنَ الثروةُ ما يَكفي لِتحيا حياة كريمة وناجحة مِن جَميع جوانبها، وَهذا ما جَعل كُلّ المُقربينَ مِنُها يسعىٰ جاهدًا لِيقضي علىٰ أنفاسها وَينهب ممتلكاتها ويُشَوِهَ جَمالُها! أصبحتْ بغداد السَلام تِلكَ الجَمِيلة المُدَلَّلَة مَليئةٌ بِـألمشاكل وَالانقسامات وَالحروب، بَعدَ أن أتفق عَليها أقَارِبها مَع الغُرَباء لِيسيطروا عليها، أشعلوا الفِتنة بَيْنها وَبين إخوانها، قَتلوا أهلها وَصِغارها، حطموا آثارها وثقافاتها، سرقوا ثرواتها، حتىٰ أصبحتْ غَريبةٌ فِي بِلادها! اغتصبوا جَمالها وَبدأ يَحكُمها كُلُّ مَنْ هَبَّ وَدَبَّ وَلايتجرأ والدها علىٰ أن ينطق بِحرف، فَكُلّ أهلهُ ضده وَهوَ وحدهُ لايَستطيع فِعلُ شَيء!، وَاليوم هيَ تَتسَول الحَياة فِي ظل أبيها العراق، تَتسَكَّع لِتستجدي النَفْس، لاتُريد شَيء سوىٰ أن تحيا بِسلام هيَ وَصِغارُها كَما كانتْ!.

الاسمبريد إلكترونيرسالة