JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الكنز المفقود!



بقلم الكاتبة السعودية أ. نورة عبد الله آل قراد - صحيفة إنسان

 

عبرتُ المُحيطاتِ باحثاً  عن كنزي المفقود !

جُبتُ الأراضي الشاسعات  حاملاً  قنديل الأمل بالحصول عليه

عندما وصلتُ في يومٍ ممطرٍ الى واحةٍ خضراء اكتست بزهور البذور  الدفينة اسرعتُ بالخُطاء الى شجرةٍ كبيرة ذاتُ أوراقٍ واغصانٍ  مُتشابكة

 اخذتُ سويعاتْ تحت تلك الشجرة غلبني بهن النُعاس واخذتُ غفوةٍ رأيتُ بها  فتاةٍ حسناء ذات حسبٍ ونسب وقد دنت مني قائلةً . أيها الغريبُ عم انت باحِثاً عنه؟

وما الذي أتى بك إلى هنا الست خائفاً !.

ابتسمت من كلامِ تلك الفتاة ووقفتُ احتراماً وذهولاً لجمالها  اخبرتها ببحثي عن ذلك الكنز فعرضت علي المساعدة  بشرطٍ لابد أن افي به

وهو أن تُقاسمني  ماسوف أحصلُ عليه وذهبنا للبحثُ دون خارطةٍ للطريق سواء بعضٍ من الدلالاتِ والرموز .

ومنها أن ذلك الكنز يرتفعُ عن الأرض  محمولاً  بين ذراتِ الهواءِ  لايستطيع أياً منا ان يحصل عليه الا ان يدفع بنفسه الى ذلك الارتفاع

اخذت تلك الفتاةُ في التجمل أمام عيناي بأجمل الحلل والكلمات وتارةٍ ترتفعُ وتحملني معها وتارةٍ تهبطُ بي وكان هناك تذبذبٌ قوي بين نزولٍ وصعود

واخذنا وقتاً من الزمنِ على هذا الحال إلى ان ظهرت وتجردت من حُللها  وبانت لي على رؤيةٍ غريبةِ المضمونِ  مرهقةَ الظاهرِ شاحبة الجلدِ متعبة النظرةِ  وكأنها تريدُ ان تُبين لي أن لاجدوى من البحث خلف كنزلك المفقود فقد ترى في عيناي اليأس من وجوده.

أطلقتُ هنا قدماي في الفلاتِ بعيداً عن كلِ المؤثراتِ حيثُ لايوجد سواء أنا وذرات الهواء  وسماعُ خفقِ اجنحة طيور  البراري  هنا استمعتُ لسكوني الداخلي الذي دلني على ذلك الكنز واخبرني به وطريقةِ ترددت تلك الذراتُ حولي وانساق فكري معها وظهر لي ماكنتُ غافلاً عنه دنياي وان تجملت فهي كزهرة الشبابِ والجمالِ ذاهبةً ذات يومٍ لامحاله فكلما ارتفعا تفكُرنا بدنيانا كلما اعتلينا للحصول على كنزِ علومِ الوجودِ وتهذيب النفسِ على حسناتِ الاعمالِ وترك السيئاتِ منها

فكلما حل الليلُ مهيمناً على نبضاتِ  الفؤادِ

        وتسلل بخيوطٍ داكنةِ السوادِ

نادى الفكرُ بصوتِ سكونه في انحاء البلادِ

             هل من عاملٍ للحظاتِ المعادِ

فيا نفس كفي عن غرائز الشهواتِ

            واذهبي هرولةً الى جزائل الحسناتِ

فدنياكِ زائلةٌ لامحالة

           عقب دهرٍ او زمانٍ من السنواتِ

الاسمبريد إلكترونيرسالة