JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الإعلام في حياتنا 2



بقلم الكاتبة الليبية أ. ساجدة الأثرم - صحيفة إنسان

 

مع التطور السريع والتغيرات المستمرة التي تحدث في العالم وبازدياد توغل الإعلام في حياتنا يوماً بعد يوم ، ومع كل مميزات هذا التطور السريع والتي تلعب دوراً هاماً في الإعلام ومايقدمه لنا ، يجب علينا التنبه لآثار هذا التوغل السريع ..

نعيش اليوم في عصر أصبحت فيه الأسرة مستعبدة للإعلام قبل أطفالها ، وهذا بلا شك من أخطر ما تواجهه الأسرة في عصرنا .

نسلط الضوء بداية على أثر الإعلام في تكوين الهوية الشخصية للفرد ونخص بذلك هوية الطفل وتكوينه .. فكيف يؤثر الإعلام على هوية الطفل ؟

يرى علم النفس التربوي أن المدخلات من شأنها التأثير على شخصية الطفل وهو لا يزال جنيناً في رحم أمه ، وأن شخصية الطفل هي نِتاج المدخلات التي يتلقاها وكلما تكررت المدخلات كلما أثرت في تكوين الشخصية وأصبحت جزءاً منها ، وما الإعلام إلا مدخلات متكررة لترسيخ ما يود إيصاله من رسالة وفِكر.

نشرت دراسات في أمريكا أن الطفل من عمر 8-18 يُشاهد التلفاز بمعدل 7 ساعات يومياً.

أما في استراليا فقد نشرت دراسة عام 2012 أن الطفل يشاهد 5 آلاف ساعة قبل أن يصل إلى عمر الست سنوات !

وهذا بلا شك يعد مؤشراً خطراً خاصة إذا علمنا أن الطفل يستقبل المدخلات إلى عمر ال7 سنوات دون فلترة لها للتخلص من السيء منها ، أي أن الإنسان يبدأ في صقل مدخلاته من عمر السبع سنوات وماقبل ذلك فهي مرحلة جمع وحفظ هذه المدخلات فقط.

أما عن معدل الطفل العربي في مشاهدة التلفاز يومياً فحدث ولا حرج في ظل تغيب الأهل وانشغالهم بمشاغل الحياة ، ونظراً لشحّ الدراسات العربية حول هذا الموضوع فلم نجد رقماً لنستند عليه .

هذا فقط بالنسبة للتلفاز ولم نتحدث بعد عن الساعات التي يقضيها الطفل على باقي وسائل الإعلام المختلفة والتي تمثل جزءا كبيراً من يومنا ...

كل هذه التراكمات أنتجت لنا طفل بشخصية ضعيفة اجتماعياً وفكرياً وروحياً ..

فظهر بما يسمىٰ وهم الشخصية الاجتماعية ووهم المعرفة .. وغيرها ، والذي يكون سببه الرئيسي عيش الطفل في عالم افتراضي بعيداً عن الواقع فيظن أنه شخصية ناجحة اجتماعياً لكسبه بعض الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو لحصوله على بعض الإعجابات ، ويوهم نفسه بالمعرفة لقراءته بعض من المعلومات المتناثرة في هذه المواقع ثم يصطدم بالواقع الذي لا يستطيع فيه التحدث مع أفراد أسرته أكثر من 15د متواصلة بشكل يسير ، فيزداد الشرخ ما بين الواقع والعالم الذي عاش فيه هذا الطفل ، فيصبح لدينا طفل منعزل غير واثق من نفسه فارغاً روحياً وفكرياً غير مقتدر على العيش في واقعه وغير ذلك من المشاكل التي تؤثر سلباً على نفسيته ومهاراته كالتأخر في النطق وقصور الفهم والاستيعاب !

وقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال دليلاً يحتوي على نصائح وتوجيهات قيّمة بخصوص هذا الأمر وطرق التعامل مع المشكلة للتقليل منها والخروج بأقل الأضرار ، ومن ضمن هذه النصائح ؛ الحد من تعرض الأطفال للمواد الإعلامية وعدم السماح لمن هم دون الثانية من مشاهدة التلفاز أكثر من ساعتين يومياً ، وأهمية حسن اختيار الوالدين للتطبيقات المناسبة لأعمار أطفالهم وما يتناسب مع قدراتهم ومراقبتهم والإشراف عليهم قدر المستطاع .

الاسمبريد إلكترونيرسالة