JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لست على ما يُرام



بقلم الكاتبة السعودية أ. رهام المالكي - صحيفة إنسان

 

لم اصرخ او ابكي او اذرف دموعي لم احادث صديقي المقرب وابوح له ، لم اضرب الجدران واحطم الاشياء ، لم انتف شعري او أقضم أظافري ، لم اتقيأ او اشعر بالدوار او اخوض في نوبة صراع ، لم يغمى علي او اتضوّر جوعاً ، لم اشعر مطلقا بوعكة تمر علي حتى انني اصبحت لا اشعر بقلبي ان كان ينبض ام لا ، بقيت على سريري دون حراك وتمنيّت لو استعطت ابقى هكذا دون ان ترمش عيني ، بقيت على هذا الحال ليس بيدي حيلة لتخطّي هذه الايام واستمرارها

كنت أشعر دوماً بأنني قوية وكان بالأجدر أن ذلك سبب ما أنا به الآن ، من المفترض انا اعترف بضعفي أمام سيل من المواقف التي قاومت فيها واقنعت نفسي بقدرتي على تخطيها أرق أصابني دون مبرر ربما أتت لحظة التنازل عن القوة التي طالما تظاهرت بها, تظاهرت بالضحك والسعادة في حين قلبي كان ينزف ويبكي دون الاعتراف بذلك.

من المؤلم أن أحادث المقربين لوجهي لي التوبيخ بأن الحياة ليست للضعيف وإنما للأقوياء دون إدراكهم صعوبة ما أمر به

بالأمس اصابني حدث مؤلم وكنت ابحث جاثية عن شخص استطيع محادثته عن ما اصابني حينها اكتشفت اني منذ زمن اصبحت وحيدة رغم كثرة من حولي

بقلبي تساؤلات ليس لها نهاية ، لست بخيرٍ مطلقاً ولكنني يا الله مازلت اقاوم حتى انني مررت بأصعب اللحظات بمفردي حتى ظن الجميع أنني بخير وعلى مايرام  لم بعد لي رغبة في شي سوى ان اصلح الخراب الذي بيني وبين الله دون وسوسة الشيطان والتراجع

رغم أني كتبت الكثير إلا أني لم استطع وصف مابداخلي بدقة، في مرحلة عمرية لي ايقنت انني لم يعد بوسعي مشاركة شخصاً ما احلامي ، توقفت عن الجدال اثناء حديثهم ، توقفت عن الشجار عندما يحتل الدمع عيني ، تخليت الاقتباس من اوراقي وكتبي عن كلماتي المفضلة لهم ، أصبحت منهكة لا سعيدة ولاحزينة اتجاوز كل مايؤذيني بصمت وهدوء حتى أن جميع من يراني يظن بأني لم اتعثر يوماً ، أصبحت أخاف من لحظاتي الجميلة خوفتً يفوق لحظاتي السيئة

آمنوا أن الشروق ليس للشمس فقط ، أنا أيضاً ستشرق محدداً وتشرق أحلامي وأيامي المقبلة مليئة بالرحب والسعادة "مؤمنة بذلك رغم حزني"

الاسمبريد إلكترونيرسالة