JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لبنان "الفراغ"




بقلم الكاتبة اللبنانية أ. ريما شهاب – صحيفة إنسان

 

منذ عدّة أيام وأنا أفكر بشيء غريب " كيف أستطيع أن أحمي ذاكرتي وذكرياتي من الاندثار في ظلّ كل ما أعيشه اليوم" حتى إنّي أريد جداً الاحتفاظ بذكرياتي الحزينة والصعبة فهي جزء مني أحبه بقدر ذكرياتي السعيدة وربما أكون أكثر تحيزاً لها وتقديراً لأن الحزن والصعاب هي دافع أساسي للتفكر والبحث في الذات وما حولها، لنقل إنها السبب الأكبر بما أنت عليه اليوم.

ربما ما جعل هذه الفكرة تشغل حيّزاً من وقتي هو شعوري بالتغيرات الكثيرة والسريعة التي عشناها ولا زلنا نعيشها في آخر سنة. الأحداث باتت غريبة ومزعجة وتشعرك بانقلاب سريع لكلّ ما فيك، لنقل أنها سنة لا تشبه شيئا مما عشته طوال الأربعين سنة الماضية.

لقد اجتمعت الضغوطات علينا، بداية من الثورة المحقة على هذا النظام المهترئ مروراً بجائحة كورونا فالانهيار الاقتصادي وصولا إلى الانفجار الكبير في 4 آب، استيعاب مخلفات كلّ ما نعيشه اليوم ليس بالسهل على أي كائن حي ويصيب الأرواح قبل الأجساد في العمق.

صحيح أن الحياة في لبنان لم تكن يوماً سهلة وبسيطة وكنا كمن يحيا بين حربين الأولى صاخبة والأخرى باردة، ولم نختبر حياة الأمان والسلام إلا لأيام قليلة وربما إن سألت اللبناني ما طموحك في الحياة سيجيبك حتماً " الرحيل إلى مكان يؤمن لي ولعائلتي الطمأنينة للغد"، رغم كل شيء ذكر هنا كنا أفضل من الآن.

ما أشعر به اليوم ليس " عدم الأمان " الذي يشعره كل مواطن هنا في هذه البلاد "الشرخ أوسطية". أنا بتّ أشعر بتراكم غريب داخلي بشيء يشبه "الفراغ " وأخاف من أن يمتد هذا الفراغ إلى ذاكرتي وذكرياتي ويجردني منها ومنّي.

شتان ما بين لبنان ما قبل العام 2020 ولبنان ما بعده.

الاسمبريد إلكترونيرسالة