بقلم
الكاتبة السورية أ. نغم الجوجو – صحيفة إنسان
نصادف
في ساعات يومنا مواقف عدّة والأغلب منها يحتاج إلى برودة أعصابٍ ومرونة قلبٍ و
نظرة عينٍ لامباليةٍ ، الاستفزاز طبعٌ متأصلٌ في بعض البشر بل ويشعرون باللذّة
عندما يرون أثر استفزازهم على الآخرين ، ينقبون عن الأوقات التي من الممكن أن تحطم
الإنسان ويستغلونها وهم يرتدون قناع الوداعة و البراءة وكأنّهم لم يقصدوا ذلك وجاء
الحدث عن طريق صدفةٍ سيئةٍ احتلت الموقف (ويا محاسن الصدف) والعكس منها معبرٌ أكثر
، ولكنِ السّؤال الأهمّ هنا ؛ ما قيمة روح الإنسان عند هؤلاء؟
هل
هي كلمةٌ؟! أم نظرة استحقارٍ واستهزاءٍ ؟! أم انتهاز فرصٍ لإشباع الغرور؟! أم
أنّها حتّى بلا قيمة لديهم؟!
نعم
... كُسِر قلبٌ ، ما المانع؟
خُدِشت
آمالٌ ، وما المهم ؟
المهم
أنا ومن بعديَ الطّوفان ، هذا مبدؤهم في الحياة وطريقهم ، ومن ثمّ تراهم يعتبرون
وصفهم بالأنانية ليس عيباً بل ميزة وأنّها شكلٌ من أشكال الدفاع عن النّفس والحفاظ
عليها ، المسامحة والغُفران يعتبرونهم هُراءٌ وعبثٌ لا معنى له ، والرّحمة قد
نُزعت من صدورهم فكانوا من اللذين طال عليهمُ الأمد فقست قلوبهم ، والحل الناجع مع
هؤلاء بعد النّصح بالطبع إن كان له مجال هو التّجاهل والهدوء ، لأننا لو نظرنا إلى
الموضوع من زاويةٍ أخرى فهم فعلياً يظلمون أنفسهم ويملؤون قلبهم بالظّلام ويعيثون
في النّاس جروحاً عائدة عليهم و ستجعل منهم مسكناً لها ، ويبقى الأقوى من حافظ على
روحه وجعل حولها هالةً من الرضا و حبِّ الذّات وليس الأنانيّة ، من لا يرضى
للآخرين مالا يرضاه على نفسه ، من هدأ الروع وطمأن الخائف و أعطى المحبّة للعامة
والحبّ للخاصة ، والأهمّ من تعلم بناء الأرواح لا هدمها .