بقلم أ. شيخة الخزيمي - صحيفة إنسان
الحمد:
هو الثناء الحسن على الله عز وجل، لأنّ الله وحده هو المتصف بصفات الكمال وصفات
الجلال اللازمة، والحمد من أفضل العبادات، فالعبد يثني على الخالق عز وجل بما هو
أهل له، والله سبحانه وتعالى يحب الحمد، وعباده الحامدين، وأفضل الحمد هو توحيد
الله عز وجل، بقول: "أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك
الحمد، تحيي وتميت، وأنت على كل شيء قدير".
إن
كثرة الحمد لله تعالى من تمام العبودية لله ملك الملوك، ومن يتدبر أسماء الله
تعالى وصفاته يلازم الحمد ويثابر عليه، فالله تعالى هو الرحمن الرحيم، وهو الغفور
الودود، وهو الحليم العظيم، وكل فضل ونعمة من الله تعالى وحده تحث المسلم على أن
يكون من الحامدين. ولقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الفضائل
والمنازل العالية لأهل الحمد، ولذا فعلينا معرفة هذه الفضائل حتى ندرك أثر الحمد
على العبد في الدنيا والآخرة.
فضائل
قول الحمد لله أولا: سبب في محبة الله الودود إن الحمد من أحب الكلام إلى الله
تعالى، فعن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: «أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ
، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ» (مسلم:2137)،
وهذا الحديث الشريف يدفع المسلم إلى اكتساب هذه المحبة العظيمة بكثرة قول
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، فمن
أحبه الله الودود فاز في الدنيا والآخرة. ثانيا: إحدى آيات السبع المثاني إن
"الحمد لله رب العالمين" لها فضل عظيم في القرآن الكريم، فهي إحدى آيات
السبع المثاني في سورة الفاتحة،. ثالثا: سبب في مغفرة الذنوب وجلب الرزق والرحمة
لا ريب أن مغفرة الذنوب وطلب الرحمة من الله تعالى من أهم مقاصد المسلم، والمسلم
يتذلل لله الرزاق دوما في طلب الرزق والبركة، وكل هذه النعم كان من أسباب تحقيقها
التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، رابعا: سبب في نزول المطر والبركة ورد في
السنة النبوية أن قول "الحمد لله رب العالمين" سبب في نزول المطر
والبركة، خامسا: أفضل الدعاء بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أفضل
دعاء يقوله المسلم هو "الحمد لله"، ولذا فهو أكثر السبل
تقربا لله سبحانه لنيل المطالب من الله الكريم، سادسا: تنفض الخطايا
المسلم معرض للخطايا والذنوب، وفي السنة النبوية بشارة مبهجة عن فضل التسبيح والتحميد
والتهليل والتكبير في التخلص من هذه الخطايا، فعن أنس بن مالك رضي الله
تعالى عنه: أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إن سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها» صححه
الألباني في (السلسلة الصحيحة:3168). سابعا: أحب إلى الرسول صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم مما طلعت عليه الشمس أجمل ما يتزين به المسلم هو محبة الله
تعالى ومحبة الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتستوجب تلك المحبة الاقتداء ومتابعة
ما يحبه الله تعالى والنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومن منابع هذه
المحبة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ثامنا: مورد عظيم للصدقات
التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير من أيسر موارد الصدقات، وهذا يحفز
المسلمين على اغتنام الأوقات في ذكر الله تعالى للانتفاع بهذه الصدقات في الدنيا
والآخرة، تاسعا: نبع للحسنات إن الحسنات هي أثمن ثروة يمتلكها المسلم،
وهي أعظم عطية من الله رب العالمين،. عاشرا: غراس الجنة إنها الجنة الجائزة الكبرى
من الله السَّلَامُ، وما أجمل أن تجهز بفضل الله تعالى مكانك في الجنة وتزينه
بالأشجار الجميلة، الحادي عشر: فضل ذكر الله تعالى للعبد من أجمل فضائل التسبيح
والتحميد والتهليل والتكبير شرف ذكر الله تعالى للعبد، ولقد قال الله تعالى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]،
فيالها من سعادة، ويا له من حظ عظيم عندما يستشعر المسلم لذة ذكر الله تعالى له
بالغيب. الثاني عشر: ذكر يضاعف الأجور
علمنا سيد الأنبياء رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صيغة للحمد والتسبيح
لمضاعفة الأجور، الثالث عشر: تملأ الميزان الاستعداد للميزان هو أول
اهتمامات المؤمن الذي يؤمن بالله تعالى واليوم الآخر، وبشرنا رسول الله صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم بأن قول "الحمد لله" يملأ الميزان، نسأل
الله تعالى أن يرزقنا من فضله، وأن يجعلنا من الحامدين الشاكرين.