JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أين الضمير؟




بقلم أ. لبنى قطاش - صحيفة إنسان

 

لا أراني إلا شديدةَ الاستغرابِ خائفة .. زمنُنا غريبٌ أم نحن الغرباءُ فيه؟! حالُنا حالُ مُوِّدعٍ طيوفَ البشرِ المُنصفة، مُرَحِبٍ بالأنانيةِ الخالصة!

ماذا دهانا نحنُ البشرُ يعترينا سوسُ النفاق، ينخرُ أساليبَ حياةِ البعض؟!  

مرضٌ خطيرٌ يهدِّدُ التكوينَ المجتمعيَّ بعلاقاته. يتربصُ بمعاييرِ الثقةِ بين الناسِ ليَئدها، ويقطعُ جسورَ الودّ.

هذا التذبذبُ والتلوّنُ المُزعجُ في سبيل أن يحصلَ المنافقُ منه على غاياته. يمدحُ هذا، ويثني على ذاك بلا أيّ داعٍ  يُذكَر. تَراه ينزعُ قِناعاً ليرتديَ آخر .. يغيّرُ مبادئه و قناعاته خلال زمن الحديثِ الدائر، ليُرِيَ الآخرَ منه ما يُرضيه؛ في سبيل أن يحقق مُبتغاه!

من الجيدِ أن يسعَ الإنسانُ لتحقيقِ مصالحِه و يصنعَ مجداً، ولكنَّ أسلوبَ تحقيق ذلك ركنٌ أساسيٌّ من أركانِ المجدِ أو الغاية.

لا أعتقدُ أنَّ مالاً جُمعَ بالكذبِ والسرقة، يجلبُ سعادةً نقيةً لصاحبه!!

ولا منصباً أتى بالرشوة والمجاملة، صُعِدَ إليه على سُلَّمٍ من مكرٍ خبيث؛ سيكونُ بابَ هناءةٍ لمن يعلوه!!

ولا حتى الحسنةُ المبتغاةُ يُصاحبها الرّياء، لا أظنُّها تجلبُ الرضا والسكينةَ لمنْ فعلها!!

الشاهدُ في الأمرِ أنَّ الكثيرَ يفضلونهُ كأسلوبٍ تعامليٍّ مع الآخرين لا يبتغون غيره. "قانونهم الرابح هو مصلحتي فوق كل شيء". انظر إليهم، كم يتقنونَ دورَ الملائكة، بل إنّهم من هولِ ما يمجدون أخلاقهم، نورُهم يكادُ يطغى على أيّ نور!!

ولكن عندما تجابههم الحياة، تتبدلُ الأدوار وتتغيرُ الأقنعة، لتكتملَ مسرحيةُ المهزلة.

أتساءل؛ كيف ينظر المنافقُ إلى نفسه؟ أيرَ نفسه رابحاً بخسارة أخلاقه؟!

أعلمُ أنّنا بشرٌ خطّاؤون، كلٌّ منّا لهُ عيوبُه و نواقصُه .. لكنّني أجزم متأكدةً، أنّ فطرتنا التي جُبِلنا عليها لا تتلائمُ إلا مع مفاهيمِ الصدقِ والعدلِ، والنزاهةِ والمنافسةِ الشريفة، والاطراء -بلا رياءٍ-فيما بيننا، على صعيد علاقاتنا في تعاملاتنا مع الناس.

ماذا حلَّ بنا لنَنْسِفها بهذا الشكل المُعيب، أو بالأحرى ماذا حلّ بالضميرِ بادئ البَدْء !؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة