بقلم أ. شريفة زرزور - صحيفة إنسان
ليست
مجرد كلمات متناغمة اصطفت لتكون عنواناً لرواية ، إنها عصارة ألم و وجع طاغ لاح من
خلف القضبان بل هي تعبير مبالغ فيه عن همٍ فلسطيني ثقيل بوزن جبل حُملَ في الفكر و
أرهق التفكير و حُمِلَ على الرأس و بين الأكتاف و على الظهر حتى أجهده ، همٌ قابع
داخل المآقي منهمرٌ مع الدموع دماً محمولٌ خمس و سبعون عاماً مرافق للفلسطيني
رفقةً غثة في الدرب إلى بياراته يسقي به سماً أشجار الزيتون و نبتة الريحان و يجره
ببغض مكرهاً طفله إلى مدرسته و مستوطن بغلثة بين مقاعد دراسته و مستقر كتمثال
مفزعٍ منصوباً في عقر داره و غرفة نومه ، هو كابوس يؤرق غفوته و يسكب نفسه علقماً
في وعاء طعامه و لقمة عيشه و على سفرة أكله ، همٌ أثقل كاهله يحاول جاهداً أن
يتحرر منه و يتخلص من أعبائه يلقي عن عاتقه ثقله الغليظ الذي أنقض ظهره و رفع ذكره
بين شعوب الشرق و الغرب.
باسم
يا أسيراً رفيع المستوى أيها الفلسطيني الأبي عالي الشأن ، يا مثلاً أعلى و يا
راية عز و فخر لكل عربي و يا أيقونة شرقية تضرب أروع الأمثال في الرفعة و الشموخ ،
يا من ندت أناملك الصامدة عن تحف أدبية خالدة تملك أسمى معنى لكفاح شعبك و أصدق
تصور لمعاناته و و ترمم شتاته المضني و تؤكد هويته العربية و تصر على مبدأ الوحدة
و العودة و كل مفهوم للهوية و العروبة جمعها يراعك الثري و نثرها بحرية على سطور
رواية جذلى فانسابت رقراقة على شفاه قرائك و انهمرت بردا و سلاماً على قلوبهم
لتنعش فيها نبض كلمات كادت أن تفقد بريقها و تطفأ جذوتها مثل حب الوطن و التمسك بالقضية
و حق العودة و الإصرار على الوحدة و تأكيد الهوية ، أقوال نتغنى بها و شعارات
نرددها ، ننادي ، نبتهل إلى الله كل فجر لتحقيقها ، سأكتفي هنا بأن أشدّ على
أيادكم و نبارك أناملكم أيها الروائي الأسير ، و أدعو ربي العلي القدير العظيم أن
يفك أسرك لتنطلق كلماتك حرة ترفرف و تشدو كعصافير سلام في سماء الوطن الحبيب و فوق
المسجد الأقصى المحرر و قبة الصخرى المقدسة ، فيا رب بارك هذه الأسير و احفظ
أناملاً تتدفق عطاء و قلوباً صامدة و سيراً فلسطينية عطرة.