JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مع مرور الوقت



بقلم أ. فرح الشناوي - صحيفة إنسان

 

كنت أعتقد أنّ مع مُرور الوقت سيصبح الأمرُ يسيرًا عليّ، الأمرُ الذي أخذ مني الكَثير.

السَّكينة، هُدوئي واستقراري، حتى رُوحي أصبحت مُنهكة لم تسلَم، ذاتي ضَاعت مني، بل ضاع كُلي، تائهة ما بين فتات المُاضي والمستقبل المَجهول، شعرت أنّي عالقةٌ في المُنتصف، لا أستطيع الرُّجوع إلى الوراء ولا أن أعيد الزمان لأسيطر على ما يُمكن السّيطرة عليه والعبور إلى الأمام.

كانت حياتي باهتهً، عِبارة عن سَواد في سَواد بلا لون ولا نَكهة، والاكتئاب يَحوطني بأقسى وأبشع الطُّرق، حتى الذين يُحيطون حولي وبجانبي كانوا مجرد هَواء، نَسماتهم الرَّبيعية لم تُحرك ذرّة رَمل من الجبل الذي يَسكُن فوق قلبي، وكأنهم عدمٌ، وما الفائدة من وجودهم إذا لم أستطع أن أصلح نفسي وحدي؟

على الرّغم أن الإنسان عندما يُجاوره من يُحب يشعر وكأن هُموم الدنيا تناثرت وزالت من كتفيه...لكن وا أسفاه! هذه المرة لا شيء نفعني.

شعرت أن حُلول الدُّنيا قد انتهت وأن نهايتي اقتربت مني كنت أذوب أكثر فأكثر والألم يحفر بداخلي، حقًا لم يؤثر شيء فيني.

مرت السّنين ولم يتغير شيء، كان العَذاب يزداد عليّ، لكن كان هناك شيء ما بداخلي يريد تغيير هذا الوضع اللعين، وقفت على مرآتي وعاتبت ذلك الأحمق الذي أمامي فقلت له: لماذا سمحت لنفسك أن تصل إلى هنا؟

لماذا أضعت من عُمُرك أيامًا وشُهور وسنين على أمر كذلك؟

أكل الشَّيب رأسك في عمر الزهور والغُبار امتلأ في زوايا بيتك، ألم ترَ إلى ذلك الصديق المقرب لقلبك الذي هجرته روحيًا؟

جعلته يشعر أن وجوده وعدمه واحدًا! أنه لا يستحق شيئًا كهذا.

وهنا ذرفت الدموع على خدي كالشلال، آهٍ لم أستطع السّيطرة، حاولت جاهدةً أن أهدِّىء نفسي، لم أكن قاسيةً أبدًا عليها، ودمرت ذلك النّفس الغبيّة، نعم، أكلني الندم ولُمت ذاتي لأنها أجبرتني على الإكمال بأمر ينهكني داخليًا كشُعلة تتدفق ببُطء وتقضي عليها، تأقلمت، لكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الأوان، وأعترفُ أنه لم يكن الأمر بتلك السُّهولة لكنني فعلتها! كنت فخورة بنفسي جِدًا، لكن كان هذا بمنزلة صفعةٍ ودرس، من اليوم فصاعدًا لن أحمّل نفسي فوق طاقتها وأجبرها على تحمّل ما يكون ثقيلًا على قلبها والإكمال في طريق لا أنتمي إليه ولا ينتمي إلي، حتى ولو مررت بأكثر من نصف الطريق حتى لو أصبحت عجوزًا قد اقتربت من قبري، ولا أي شيء سيمنعني إلا موتي!

راحتي ثم راحتي ثم راحتي، وعزائي لأي أمر آخر!

 

بينما أنت تعتقد أن نهايتك قد اقتربت من حيث لا تحتسب ستجد الفرج قريبًا، كل شيء على هذا الأرض ليس له حلّ واحد فقط لا بل العديد من الحُلول، فلا تبقى سجين ذاتك.

الاسمبريد إلكترونيرسالة