بقلم أ. شريفة زرزور - صحيفة إنسان
و
تظل أيها العالم تصنع لي مفاجآت يومية مثيرة , تقدمها مثل قطع كعك ساخن و شهي . كل
ما فيك مبهر و شيق للغاية .
كلما
توهمت أنني اكتشفتك و أنني خضت غمار كل تجاربك و أنني وصلت معك حداً كافياً من
الحذاقة و الفهم و بلغت منك درجة النبوءة القصوى و وجدت ضالتي من الحكمة كلما
كشفتَ لي معرفتي الضحلة عن نفسي و مددت لي طرفاً خفيا لسر جديد من أسرارك
اللامتناهية ، فأبدأ مجدداً رحلة بحث و تفتيش و تَّقصٍّ عن المجهول و المستتر
فأؤوب مثل طفل رضيع يترنم في بداية مشيته ، يتعلم أولى خطواته في الحياة ، لا يعي
كيف يحظى بتوازنه المنشود ، وعيه ما زال قاصراً عن إدراك ما هو مقدِم عليه ، يتصرف
على سليقته الأولى بسذاجة ، يمشي ثم يقع ثم يحاول ببراءة طفولة مبهمة الاستناد إلى
الفراغ و النهوض على أربعة أطراف ليعيد لعالمه شبه توازن رافضاً التصديق أنه مجرد
إنسان ، و ما أدراك ما إنسان ، يُهَيئُ له أنه مارد عظيم قادر على أن يلف الكون
على هاتيك القدمين بجبروت وقوة حديدية .
لا
بأس ، هكذا كل امرؤ على وجه هذه البسيطة شأنه شأن كل من يظن أنه خرق الأرض بإصبع و
بلغ الجبال طولا بكعب عالٍ و هو في حقيقة أمره لا و لن يملك صنع جناح ذبابة هكذا
فهمت من كلام الله .
كم
أنا مخطئة و كم أنا مصرة على الخطيئة ، أعترفُ أمامك أيها العالم أنك ستبقى صاحب
المفاجآت الفخمة على الدوام ، ناولني كعكة شهية الآن.