بقلم أ. بشرى العاتي - صحيفة إنسان
هل العقاب يفسد معاني الانسانية عند الطفل.. وهل ترك العقاب يولد الدلال المفسد ؟
لماذا هناك صورة ذهنية لدى معظم الاباء والمربين تقتضي استخدام العقاب كوسيلة للتنشئة الاجتماعية ؟
التنشئة الاجتماعية بمجمل تعريفاتها هي تعليم او تعلم الفرد كيف يكون كائن اجتماعي متوافق مع بيئته التي ينشأ فيها ومتواصل مع ماضيها وتراثها وحاضرها بكل ماتحمله من قيم وثقافة مادية ومعنوية بطريقة صحيحة وسلام دون أذى لنفسه او ضرر لغيره .
ويستخدم المربون لتعليم الفرد منذ طفولته التفاعل الصحيح مع مجتمعه ( سواء مع الاخوة والاهل او خارج البيت ابتداءا من الحضانة ) اساليب تربوية كالتلقليد والتوحد والمحاكاة والتعلم بالتجربة وغيرها، وكذلك يعتبر الاباء والمربون ان العقاب اسلوب تربوي مهم في التنشئة الصحيحة ، وربما جاء هذا الاعتبار من كونهم ينظرون للطفل انه كثير الخطأ وكثير الاستفزاز بعناده وعودته مرة اخرى لارتكاب الاخطاء . وربما جاء ايضا من اعتقادهم الخاطئ انهم مسؤولون عن تقويمه إذا اعوج بأي طريقة يرونها مناسبة ( حتى وان كانت عقابا )، فالمهم عندهم في النهاية ان يتقوم الطفل ويترك الخطأ متناسين او متجاهلين حقائق كثيرة ، منها ،
اولا. انه انسان ليس له اي خبرة في الحياة ويحاول اكتشافها وفهمها بطريقته البسيطة والعفوية دون التفكير بالنتائج . فمثلا لو رأى لاول مرة موقد النار فانه سيتجه اليه ليكتشف ما هذا الشيء الجديد دون ان يفكر ربما يكون ضار او مؤذي ، هو عنده كل شيء طبيعي ولا يميز ان هناك ضار وغير ضار ، وكذلك في سلوكياته كالبكاء المزعج او ضرب الاخوة والاطفال ومنازعتهم في الالعاب وغيرها من السلوكيات التي تكون مزعجة للاهل ، هو ايضا لا يفكر بالنتائج وانما فقط يستخدم ما يملك من انماط سلوكية عفوية وبدائية للتعبير عما يريد من جذب انتباه او إزالة شعور بالغيرة او اثبات استقلالية وملكية .