JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

نسختي من الماضي




بقلم الكاتبة العراقية أ. تبارك طالب - صحيفة إنسان


 

أقبَلتْ من بعيدٍ بخطواتٍ متهالكة وأنفاسٌ متثاقلة ودقات قلب مضطربه نظرتْ إلي نظرةٌ غريبة مليئة بالخوف والتساؤلات عمَّا ستكونْ ردة فعليّ تجاهها، استغربتُ لِمَ هي خائفه مني لهذه الدرجة..؟! وقفت ومددت يدي لأُسلم عليها ردت علي السلام بطريقةٍ مريبةٍ وتأكدتُ إنّ هناكَ شيءٌ تخفيهِ.نظرتُ بداخلِ عينيها كانت فتاةٌ جميلة وبريئه قويه لكنها مكسوره، وحيده، منهاره، محطمه، لم استطع أن امسك نفسي فاحتضنتها لا أعلم لماذا لكن صوت بداخلي دفعني لفعل ذلك.

بعدما احتضنتها لم اسمع سوى صوت بكاؤها الذي استمر لعده ساعات بعدها رفعت رأسها إلي وأخبرتني إنّها تشعر بتحسنٍ, بعد ذلك أردتُ التخفيف عنها فذهبنا معا الى مدينة الالعاب بدت عيناها تلمع وتضحك من شده الفرح اشترينا غزلُ البنات واستمتعنا بركوب المراجيح بعدها غادرنا إلى شارع متميز جدا في بغداد يدعى شارع المتنبي وقمنا بشراء بعض الانتيكات الجميله المميزه ولعبة باربي وبيتها وبعض الكتب التي اعجبتها وجلسنا نشرب القهوه على جانب دجلة وصعدنا بالعباره واستمتعنا أثناء سماع اغنية شمسين لمحمد عبد الجبار, ثم ذهبنا إلى مطعم وتناولنا الطعام والحلى والشاي. وفي نهايه اليوم كتبت في دفتر يومياتها ماحدث معها وكيف تلاشى ماكان بها من حزن من كتمان، تراكمات، غضب وكانت سعيدة جداً .أخبرتني بأنّها فخورة جداً بي وبالتطور الذي حدث معي على الرغم من كل ما مر، أخبرتني إنها تشعر بتحسن كبير نفسيا وجسديا وروحي بعد الذي عشناه.

سألتها من تكونين؟!

أخبرتني انها نسختي من الماضي انها أنا. أخبرتني أنني تأخرت بعض الشيء لكي ألتفت إليها لكنني بالنهايه التفت أخبرتني أنني نجحت بتعلم كل الدروس التي مررت بي ويجب أن استمر بالتعلم وتقديم الحب الاهتمام والاحتضان وكذلك شراء الهدايا لنفسي أخبرتني انه اذا لم احب اقدر احترم اطور وأثق بنفسي بذاتي لن يقدمه اي شخص آخر لي. سألتها لماذا كنتي مرتابة مني لدرجة كبيره؟ قالت: كنتُ أخشى إنّكِ لنْ تستمعي لي لنْ تتقبليني سوف تعاتبيني او تصرخين بوجهي وتوبخينني او اي تصرف آخر سيزيد من وجعي, اخبرتُها ليس ذنبها ما مررتُ بهِ كان للعائلة و للمجتمع والبيئه دور بالإضافه لم نتعلم اهميه حب الذات وتقديرها في المدارس وانه لولا ما مررت به سابقا لم أكن سأصل لما وصلت إليه الآن.

الاسمبريد إلكترونيرسالة